أحب الثقافة الفرنسية لأن لها تواجد قديم بطنجة //CULTURE & LIFE


محمد الزيدي
يكتب بالعربية تعربت
zaidi.m@live.fr
بقلم :محمد الزيدي*
أحب المغرب...أحب الثقافة الفرنسية
..أحب كل ماهو مغربي...شواء الأطلس..أتمدد على مصطبة..والحايطي ورائي في خيمة كايدال...على مسافة أمامي...تجري الخيول راكضة...يمتطيها فرسان..في آخر المطاف يطلقون صيحات الوصول والنصري الوهمي....مع الضغط على زر المكوحلة البارودية ..فتكون الطلقة الواحدة الجماعية...وتنطلق في نفس الوقت زغاريد النساء...بجانبي في الخيمة التي أجلس فيها...جرة الشيخات...العلوة..والله يرحم الخامس باني المدارس..المرساوي وجعايدان..بجانبي ايضا أطباق الكفتة المشوية...والضلوع.وكؤوس الشاي المنعنعة...وسط الخيمة شيخات يلوزن...ويركزن..ورجال كرماء..يغرمن عليهن.
  • البرقع الغائب :
 
كنيس يهودي بطنجة
في هذا الجو يكاد يغيب البرقع..الوهابي..يغيب أيضا هذا التشدد الشرقي البدوي..فالناس هنا لايريدون سوى البهجة..ويتركون وراءهم خرافات الشرق التي ينسبونها للدين ظلما وعدوانا من أجل كسب المال..وحشو جيوبهم وبطونهم بملذات الحياة..ولا يجدون من وسيلة لهم الا محاربة المواسم...فامام بأحد مساجد المدينة يهاجم زيارة الأضرحة...كان الدراويش يطلقون على زيارة مولاي عبسلام  بجبل العلم...أنه حج المسكين..هل يمكن تصور مداخيل السعودية من الحج...لقد سمعت أحدهم يصف زيارة الأضرحة المغربية بالشرك والكفر...وأتيحت لي فرصة زيارة الأراضي السعودية...فكنت أرى مقابر عبارة عن مجموعة من الأحجار.لادليل ولاأثر على وجود حضارة فالقبور تدل على حضارة وعمران...فزيارة لضريح مولاي ادريس بفاس تريك أن الضريح يلخص آلاف السنين من الحضارة.
  • الثقافة الفرنسية :  

قاعة عرض اللوحات التشكيلية دولاكروا بطنجة
الثقافة الفرنسية ليست غريبة عني..وعن طنجاوة بصفة عامة..فليسي الرينيو من أقدم اللسيات في افريقيا والشرق الأوسط...كذالك فان الاحتكاك بالثقافة الفرنسية يمتد الى ردح من الزمن...فعندما زار الرسام الشهير الفرنسي دولاكاروا المغرب كانت أولى خطواته مشاها في مدينة طنجة..ويحكى أنه لما زار المدينة...طلب أن يلقى السلطان...لكن السلطان لايمكنه أن يستقبل أجنبيا..الا اذا كان مرفوقا بشخصية مغربية من أهل الكتاب...وفي تلك الفترة كان اليهود فقط هم من لهم هذه المنزلة لذا فان أحد خدام السلطان مهو بنشمول هو الذي رافق دولاكاروا..في زيارة السلطان....وكان يرافق طبعا شخصية فرنسية مرموقة...السلطان أراد أن يطهر كرمه الحاتمي المغربي فقدم لهم طبقين كبيرين من أنثياي الديك الخصيتين وتصوروا معي كم سيكلف لملئ طبقين كبيرين من هذا النوع من الطعام .اقصد كم سيذبح من ديك..وأضاف لهما وللحاضرين لجم عجول الحليب..أما الفاكهة..فحدث ولا حرج عن البرقوق والكوار واللوزوالكركاع...وانصرف السلطان بع استقبالهم...وهذا ما اضطر دولاكاروا أن يبيت خارج القصر فاستضافه أحد اليهود الطنجاويين في داره وكانت مناسبة عرس يهودي لقد لا حظ المصور الشهير التقاليد المغربية العريقة..كناس متحضرين..دولاكاروا اتخذ ايضا من من دار فرنسا فيلا دو فرانس وهي مازالت موجودة الى الآن مكان اقامته فالغرفة التي رسم منها صورة لمدينة طنجة مازالت موجودة الى الآن علما أن دار فرنسا كانت فندقا سياحيا وكان عليه اقبال كبير الا أن تراجع السياحة بطنجة عرضته للنسيان والاهمال الى أن جاءت اليونيسكو واعترفت بالفندق تراثا عالميا..لقد تماثل الفندق للاصلاح  وهو الآن قيد الانجاز وقد يفتح أبوابه في الأيام المقبلة القليلة.

بناية فيلا دو فرانس التاريخية
كذلك ليس صدفة أن تجد بجوار دار فرنسا هذه ذات الشهرة العالمية...على أمتار مقر اذاعة ميدي آن..اذاعة بالعربية والفرنسية...وموجهة الى المغرب العربي ..للاشارة فالناس الذين أطروا هذه الاذاعة...عند انطلاقها ينتمون الى راديو مونطي –كارلو....وليس صدفة ايضا أن تجد على بعد أمطار كذلك مقر بناية القنصلية الفرنسية التاريخي...وفي جزء منها محل معرض وصالة عرض دولا كروا..وهي قاعة احترافية عرض فيها الكثير من الفنانين والرسامين المغاربة والعالميين فيها وهي لها مكانة وتصنيف معترف به عالميا.



لوحة للرسام ماتيس  رسمها من غرفنه بفيلا دوفرانس
قد يطول الكلام ولا يسمح المجال للحديث عن مجمل تمظهرات الثقافة الفرنسية..صمويل بيكيت..الذي كانت توجد في طنجة قاعة باسمه الى ان حذفت..وحولت الى قاعة تابعة الى المعهدالفرنسي...صمويل بيكيت الكاتب العبثي زار طنجة...ايضا لاننسى القديس جون جيني.....تجول في طنجة كثيرا  وهو الآن مدفون في مدينة العرائش..من منا ينسى مقالاته عن حصار بيروت....وو..و
محمد الزيدي صحافي وكاتب :رواية القرش الأحمر*

تعليقات

المشاركات الشائعة