محمد الزيدي
يكتب بالعربية تعربت
zaidi.m@live.fr
مدينة طنجة بين احتفالات رأس السنة وتنظيم رحلات الى العمرة أو الى تركيا.
       ولى زمانك يا طنجة ؛ وأغربت شمسك وتوشح قمرك برداء الحزن..وتجولت شوارعك البهية المزدانة بقرنفل المسرات الى شبه خراب..على رأسها رست غرابيب سود عازفة لحن الحزن الأبدي.
وبجولة الى حديقة الضفادع..بسوق البقر..ستكون مفاجئتك كبيرة أن الحديقة خالية من أى حيوان جميل..الا من شباب ثمل مقرقب..عندما تعظم نشوته يقوم مترنحا ليبول على زهرة الأوركيدي..ويالهول المنظر عندما تمرق بجانبه سيارة الوالي ..وهو متجه الى مقر اقامته بزهرة الجبل...
*يازمان الحفل بطنجة
       كنا فيما مضى.وقبل حلول رأس السنة بأيام كانت جل الواجهات واجهات المطاعم في أغلب شوارع المدينة الرئيسية..تزدان بكتابات مزوقة ملونة باللغات الأربع الاسبانية والعربية والفرنسية والانجليزية...سنة سعيدة..وكانوا يضيفون وراء الزجاج شجرة عيد الميلاد وهي مرفلة بالحلي والحلل..وأكثر كانت توشى بمختلف المصابيح الكهربائية في شكل احتفالي باهر...والناس شبابا وشيبا..ذكورا واناثا كانوا يشاركون هذه الاحتفالات..وافدوا المدينة من داخل المغرب وخارجه..فالناس محتاجين لهذه اللحظات الدافئة..عل وعسى تنسيهم أهوال الحياة.
ولا زلت اذكر أن لاحتفالات طنجة مذاق خاص..فرأس السنة كان يشكل تفردا طنجاويا..ملهما للعديد من الأقلام..مغربية وأجنبية..في علمي العديد من المقالات..كتبت ونشرت على أوسع نطاق ذي نيويوركرالأمريكية..ولوموند الفرنسية..والعديد العديد أما الكتب فحدث ولا حرج...فطنجة باحتفالات عيد الميلاد أو غيرها كانت قبلة لأساطين الكتاب والمثقفين..وزياراتهم أو اقامتهم..هناك منهم من اختار الاقامة بطنجة..منفى اختياري..وتمخض مرورهم أو سكنهم عن باقة من الكتب..نشرتها دور عالمية شهيرة..ولا زالت الى الآن هذه الكتب متداولة...ريفيون في طنجة غلى سبيل المثال لبول بولز...
*لحى وبراقع ووهابية
   منذ الصحوة الدينية..غداة فشل المشروعات القومية العربية..وهزيمة حزيران 1967 خيمت على الأجواء العربية...ما يمكن ان نطلق عليه المناخ الديني..فالكثير من الناس لم يعد يهمهم الاحتفالات..ودور الأزياء العالمية..وتداول الأفكار النيرة..بل تجد ناسا من أجود الناس وهم يناقشون باهتمام هل يجب تسبيق الرجل اليمنى أم اليسرى في دخول المسجد..وما هي التعاويذ التي يجب قرائتها والمسلم جالس في مرحاض لطرد الشياطين..قيل في البداية عن سبب هذا المد الديني أن للحكومات يد فيه لصرف العامة عن مناقشة قضايا مصيرية..كغلاء المعيشة وفساد الحكام..لذا يلمس الكثيرون من المراقبين خمود جذوة النقابات والأحزاب السياسية وحتى بعض مؤسسات المجتمع المدني...عوضها الدينيون بتأسيس الجمعيات الخيرية والتضامن والمؤازرة..وكان أن أثمر فعلهم هذا عن ازدياد شعبيتهم...مما أصبح يهدد السلم الاجتماعي..فما حدث مؤخرا بمدينة طنجة من انتخاب شخص نكرة عمدة لمدينة طنجة..كمخرج لاجتياح حزب العدالة والتنمية لجل المقاعد..فنزلت السلطة بثقلها لتحجيمه والتقليل من مخاطره...
       الفيترينات والواجهات التي كانت بالأمس القريب تزدان بكلمات التهنئة تحولت الى واجهات لاشهار الرحلات الى العمرة..وتجد الكثيرين من زبائنها..فرادى وجماعات..لزيارة مكة عوض زيارة فندق أو مطعم...أو تنظيم رحلة الى تركيا ..عاصمة الخلافة الاسلامية سابقا..فخلق هذا الحنين له مغزاه...وطبعا هؤلاء المعتمرون أو الزائرون لعاصمة الخلافة الاسلامية...عندما يعودون لا يعودون كما كانوا من قبل.فهم يشرعون للتو واللحظة في بث الأفكار التي لقنوا اياها..فنساؤهم يتخلين تماما عن الزي المغربي ويستبدلنه بزي نشاهد مثله نساء حركة حماس بغزة أو السوريات يرتدينه..ناهيك عن استعمال السواك..وعطورات حلال خالية من الكحول كما يروج ...بالنسبة لتركيا فان نشر الانبهار بانجازات حزب العدالة والتنمية التركي...تجري على كل لسان.
    لن تفاجأ وانت تشاهد بشوارع مدينة طنجة بعض النسوة وقد غطين كل جسدهن بلباس أسود..غير مصنف في تاريخ الألبسة المغربية..أكثر من هذا يغطين حتى ايديهن بواق أسود وذلك لخشيتهن على وضوئهن..من نظرة رجل طائش..ويمنع عليهن التحدث الى أي رجل..أو الجلوس في مقهى..أو ملاقاة أي ذكر سواء كان آدميا أو حيوان كديك وحمار ...

تعليقات

المشاركات الشائعة