لماذاالجزائر وتونس وليبيا وموريطانيا يكرهون المملكة المغربية؟

الكاتب الصحفي المغربي محمد الزيدي

دول المغرب العربي باستثناء المغرب كلها غارقة في البحث عن هويتها..الأمر وصل حتى درحة انفصام شخصية..ومعاناة وجودية..لا تستقر على حال..فالبلدان استقلت مؤخرا لكنها في البداية وجدت مهربا آمنا في عز وعنفوان الحرب الباردة. ..لقد استهلكوا وروجوا كل مصطلحات الحرب الباردة من عروبة وشيوعية وليبرالية واشتراكية ومؤخرا الأمازيغية إضافة لكلمات تصفية الإستعمار وتقرير المصير وإرادة الشعوب..لكن ههيات فحبل هذه الكلمات الجوفاء كان قصيرا فسرعان ماولت الحرب الباردة وأعطتنا بدبرها ،وفقنا على واقع مرير صادم.

لقد بدا للنخب النافذة في هذه البلدان أن جل الكلمات التي كانت تلوكها كالببغاوات استهلكت تماما وهي في حكم الموتى كاللغات المنقرضة كلغة الهيروغليفيا والفينيقية والأشورية...وهي باختصار لم يعد لها صدى..وحتى وإن بقي واحد من النخب المهترءية يرددها مع صياح مناصريه لكنهم فجأة ينقلبون عليه بالقهقهات والسخرية والإستهزاء...ناهيك عن وصف النخب المهترءية بالعصابة وأقدح الأوصاف..والخطير هو ظهور شرخ وفجوة عصية عن السد بين النخب وبين الجماهير التي مع الأسف انقلبت إلى غوغاء.

لن تصدق كلامي لأنه سيبدو لك أن أحدا أملاه علي وأني أطبق أجندات..لا والله..إن إلقاء نظرة على محيطنا سيزيل الغشاوة عن كثير من العيون..ألم تحاول ليبيا القذافية أن تغدق على القذافي وتخلع عليه لقب ملك ملوك إفريقيا لكن أميرا من أمراء التشدد الإسلامي سرعان ماأفرغ فوهة مسدسه الذهبي في فاه القذافي..بالفعل كان القذافي كارها للملوك والأمراء تماما مثل هواري بومدين الذي كان لا يجد غضاضة في الكناية والتورية في وصف ملك المغرب ومقارنته بأنه من الشعب وليس من السماء.وحاليا الجزائر منعكفة على بناء أكبر مسجد في العالم بالعاصمة كما أسست بدورها قناة أسمتها نوميديا..وفي تونس بعدما طوت الصفحة "البنعلية"شرعت توا في إنشاء قنوات تلفزية ذات خلفية هوياتية من مثل "قرطاج"و"حنابعل" وفي موريطانيا جاهر رءيسها ولد عبد العزيز الذي يحاكم حاليا بتهمة الفساد بأنه قد يعلن الملكية وينصب نفسه ملكا في تسريبات إعلامية وقتها لراديو سوا والحرة.

شذر مذر ذهبت كل هذه التحركات والتبوريدات سدى وماتت قبل أن تولد فبالرغم من أن حجم هذه الضوضاء المفتعلة التي تمتح من أجواء ومناخات الحرب الباردة تبين بما لايدع مجالا للشك أن ذاكرة هذه الشعوب قوية وأنها لا تقبل صلاة الجمعة بدون الدعاء لأمير المومنين وعند صلاة العيدين وذبح الأضحية وتدبيج الوثاءق الشرعية..وكل ماله علاقة بالإمامة العظمى..وحتى كلمة ولي أمرنا لاتشفي الغليل...لكن مايؤسف له جل المؤشرات لاتشجع...فليبيا حالها يثير الشفقة وتونس التي فرح غنوشها بالحكم لكنه يرى بينه وبين الإمامة العظمى بون شاسع وفي الجزائر تمادت في التطرف بأن سيطر على أمورها رؤساء أساميهم أقرب لمجاري الماء والصرف الصحي من الإمامة وفي موريطانيا ليس حالها بأفضل من سابقيها.

إذن لم يبق أمام هذه الشعوب سوى مبايعتها لأمير المومنين في المغرب أو الغرق في الفوضى ويظهر لي أنها اختارت الغرق في الفوضى..لأنه في اعتقادي السلطان العثماني الذي يطالب به البعض صدم الجميع لأنه تبين أنه اقتصادي وليس ديني.

حفظ الله جلالة الملك والشبل مولاي الحسن والمملكة الشريفة آمنة مطمأنة. 

محمد الزيدي  مدير: kalamoukoum.blogspot.com



تعليقات

المشاركات الشائعة