كلمة في حق جنرال موريطانيا//عمود



     محمد الزيدي TANJERINA NEWS   
 كلمة في حق جنرال موريطانيا
ليس مفاجئا أن يتحرك الشارع الموريطاني ،احتجاجا على الجنرال الانقلابي ولد عبد العزيز ، بل ومحاسبته ، والمسألة ليست ربيعا عربيا ولا دعوة لعودة المدنيين للحكم لقد جربوا بالفعل انتخابات ديمقراطية اعترف بها الغرب ووزع صكوكه التصديقية عليها لكن البلد لم يعرف استقرارا سياسيا ولاتذوق طعم الازدهار الاقتصادي،هناك من لايرى في موريطانيا سوى بلدا صحراويا لايخرج عن القاعدة المطبقة هناك بل في الصحراء الكبرى وهي التهريب والاتجار في الممنوعات فمن ظنوا أن الفرنسيين تدخلوا في مالي لسواد عيون الماليات ولا حتى للدفاع عن الصرح الحضاري بتومبوكتو مخطئون ،فغداة تقديم الصين لميناء هدية لموريطانيا حتى بادرت فرنسا بالهجوم لأن فرنسا فهمت الرسالة ،فالميناء لن يكون سوى واجهة أمامية لتهريب السلع من وإلى مما كان سيغرق مناطق شاسعة من إفريقيا ويضرب اقتصاديات مؤسساتية.

الكثير من القوى الاقتصادية الإقليمية والدولية لاترتاح للرئيس الموريطاني الحالي لكونه كان ملحقا عسكريا بسفارة بلاده في باماكو في وقت من الأوقات ،وهناك اتهامات له بكونه ربما كان ممارسا للتجارة في المخدرات وشتى انواع التهريب ،بالإضافة لاستيلائه على الكثير من الأراضي داخل موريطانيا،ويقال أن بعض القوى الإقليمية ربما زكته إثر انقلابه على سلفه نتيجة لكونها كانت تعرف ماضيه وخلفيته :إذ تلقى تكوينا عسكريا أكاديميا بمدينة مكناس المغربية حاضرة الإمبراطور مولاي إسماعيل ،ويقال ربما له أخوال واعمام مغاربة ،فهو ولد الصحراء قحا يعرف خباياها وأسرارها حتى أن هناك من يذهب أنه ليس جنرالا عاديا فهو مصنف لدى بعض الدوائر بالإستراتيجيين الكبار في الصحراء الكبرى ،ولعل المثال الأقرب للذهن هو استطاعة القائد الصحراوي بلمختار اختراق الحواجز العديدة والكثيرة بأكثر من أربعين سيارة ذات الدفع الرباعي الحدود الجزائرية الشرقية بجحفل من الجنود لهم من التموين والماء والتطبيب والتغطية اللوجيستية حتى وصلوا لعين 

أميناس مركب الغاز الضخم واحتلوه لأكثر من يوم ،وهنا يرتاب الكثير من المراقبين في حصول بلمختار على ذلك العدد من السيارات الفاخرة دون أن تكون هناك عقود مبرمة صحيحة مع صانعيها ،ألم أقل بأن الصحراء الكبرى منطقة خارجة عن القانون والنظم العادية المألوفة ،إن إصباغ صفة إرهابي على قائد مثل بلمختار وصفة 

الشيخ مارلبورو تغمط الكثير من رجالات الصحراء صفتهم الحقيقية،فتقسيم الصحراء الكبرى وبلقنتها وإلحاق أجزاء كبيرة منها بدول مهيمنة هو سبب مانراه الآن فلا أحد من يدعي مسكه للحقيقة بإنصاف وموضوعية وشيئ ما يلعب بالصحراء هناك لمسة للدول الكبرى ،والصين بدورها حاضرة لكن بأدوات إقليمية وماالرئيس الموريطاني الحالي إلا واحد منها وبالفعل له دراية واطلاع على الخيوط والحدود والمسالك.
في المظاهرات الأخيرة بنواكشوط رددت شعارات ثقيلة لزحزحة الجنرال مخرجة كل مثالبه ونقط ضعفه لكنها لم تخرج عن النمطيات النضالية المألوفة وعليها أن تاخذ في الحسبان ماسبق لي أن ذكرته أن بلمختار لم يكن إرهابيا كما زعموا بل هو تنطبق عليه مقولة:الشعر ابن بيئته

تعليقات

المشاركات الشائعة