كوريا:كونفوشيوس يتحدى عيسى بن مريم

محمد الزيدي TANJERINA NEWS
  كوريا :كونفوشيوس يتحدى عيسى بن مريم
اخترت هذا العنوان ذي الدلالة القوية محاولة مني لفهم مايجري هناك في كوريا،وسبق ل"هنغتنغتون" أن نشر كتابه الشهير"صدام الحضارات" وفيه تعرض بشكل تقريبي وواضح إلى مايجري في عالمنا ولقد تنبأ عقب انهيار جدار برلين بكل 
  
هذا الذي نشهده في شبه الجزيرة الكورية وقل وقتها أن العالم سيشهد اشتباك الحضارات بدون استثناء وعدد الإسلام واليهودية والمسيحية والكنفوشسية لكنه ما أشار لصدام المسيحية بكونفشيوس اقتصر فقط عل صدام الإسلام بالمسيحية:لكن مانراه هو تحدي بشكل سافر وقوي من طرف بلد عرف عنه الكونفوشسية مثل كوريا وليس باكستان وهي بدورها لها قنبلة نووية فالذي رفع الورقة الحمراء في وجه أمريكا هو كوريا الشمالية.
 
أمريكا بطبيعة الحال لها رئيس ينتمي للحزب الديمقراطي وكما نعلم هذا الحزب يختلف في أيدلوجيته عن الحزب الجمهوري أو"المحافظون الجدد" وكلنا يتذكر أحاديث بوش الجمهوري وهو يشن حروبه هنا وهناك كيف كان يقول أن المسيح يزوده بالخطط والمباركة وحاليا في ظل عهد أوباما لم يعد ذلك ممكنا خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار إكراهات أزمة وبطء اقتصادي لم تشهد له الولايات المتحدة الأمريكية نظيرا،وفي هذه الظرفية القاتمة يستغل رئيس كوريا الشمالية الموقف "انتهازية سياسية" ويعلن بكل غرور وتحد عزمه على ضرب أمريكا بالقنبلة النووية :شيئ لايصدق بلد صغير ويرزح تحت خط الفقر يلوح بهذه الأوراق في سابقة تاريخية في تاريخ الحروب.
 
وهنا لابد من التساؤل من يسخر من في تلك المنطقة؟ لقد سمعنا عدة دول أعربت عن موقفها مما يدور هناك كفرنسا والمانيا وروسيا وإنجلترا واليابان في صف والصين كذلك في صف مقابل وإن كان الفهم يسعفني فهذه الدول جعلت ولو بشكل غير مباشر كوريا الشمالية كحصان طروادة للمساومة ضد الصين ،فالغرب بصفة عامة يعرف حدود قوة كوريا الشمالية وأنها تنين من ورق لذا ينتظرون اشتداد الأزمة على عنقه ودبيب الجوع في أوصاله ليهرعوا مقدمين له قليل من الحليب والأرز وكثير من الأوصاف المؤسساتية الراسمالية الليبرالية ليخرجوه من أزمته أو يتفرجون عليه حتى ينهار كما تنهار المعابد البوذية القديمة أمام السيول المنهمرة.
لكن لماذا تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية للصين؟ هذا هو عين السؤال ورغم إحساس الصين بأن هذه الكورية الشمالية المفروض فيها حليفتها هي في نفس الوقت عامل من عوامل اللاستقرار في محيط تريده الصين أن يكون آمنا لمزيد من تطورها الاقتصادي ،والصين في نفس الوقت ماهي سوى بلد يصنع الماركات الصناعية الغربية بكلفة أقل وهذه النقطة هي ماتقايضها الولايات المتحدة به
من قال إن الحروب تاتي هكذا مجانا فهو غير دار بها ففرنسا البلد الاستعماري القديم والذي لم يعد سوى قوة تثير الكثير من الضحك هاهي في عز الأزمة الاقتصادية وانهيار معدل نموها الاقتصادي تخوض أكثر من حرب وعلى أكثر من واجهة كل يوم تسمعها في مكان ومعارضتها الداخلية تشير بشكل متشف لحجم ملايين الأوروات التي تصرفها ،لكن بالنسبة للولايات المتحدة فهي في حروبها في المنطقة العربية لاتخوضها بشكل مباشر بل عن طريق أطراف أخرى موكلة بل وتقوم بالنفقة أيضا لكن هذا النهج لايبدو سالكا في الشرق الأقصى وعليها أن تتدخل وهنا يأتي الوسيط الصيني وكما أشرت أمريكا تملك الكثير من الأوراق ولعل آخر الأوراق هي إدخال الإسلام الجهادي لمنطقة كونفوشيوس والأمر هنا في هذه اللحظة التاريخية لايبدو سوى تخمينا وافتراضيا لكن ليس بعيدا لمشاهدة السيارات المفخخة تنفجر في بيونغ يانغ لتقضي على الأخضر واليابس....

تعليقات

المشاركات الشائعة