السعودية على كف عفريت ..تأمين انتقال سلطة // OPINION & COMENTARY
POLITICAL DIARY
محمد الزيدي
محمد الزيدي
يكتب بالعربية تعربت
..نشرت وسائل الاعلام العالمية نبأ اصابة العاهل السعودي بوعكة صحية..ملك على أبواب المائة عام..وان كان الصباغة السوداء هي قناع القادة العرب لاخفاء ثقل السنين..اكسير الحياة...من يصدق منا أن الرئيس التونسي زين العابدين بنعلي.والرئيس المصري محمد حسني مبارك..جاوزا العقد الثامن من عمرهما..ومع ذالك ظل شعرهما أسودا فاحما لم تنل منه السنين...زيادة على أعباء الحكم..وهول تخلف الشعوب التي يقودونها..ما أظن أن واحدا فيهم ينام بدون مساعدة قرص منوم..وحتى الاستعانة بطبيب مختص..الذي غالبا ما يكون مكتبه بجوار مكتب القائد...لكن العجب والاستغراب يزول...اذا عرفنا قانون الحياة..مالك يابن آدم في حيرة من أمرك ولى الشباب عنك..ووهن عظمك...واشتاق اليك قبرك...ودعا عليك محيطك لقسمة تركتك..ما يعجبك في هؤلاء القادة..هو هرولتهم نحو الأطباء الغربيين في أوروبا وأمريكا..عل وعسى..يومين أو ثلاثة تنضاف لعمرهم...قالت العرب..فيمن يكبر في السن أنه يبتلى بالحرص والأمل.
- الملك المصلح :
..لما تولى الملك عبد الله بن عبد العزيز شؤون المملكة العربية السعودية..وجد على طاويلة مكتبه..أو تحت صفائح تاجه...ملفات كبيرة وكبيرة جدا..منها ماتركه له سلفه..العاهل الراحل فهد بن عبد العزيز..ومنها ماكان يحمله منذ طفولته وشبابه..اذا ماأتيحت له فرصة تولي الحكم سيحققها لبني جلدته..لكن السنين طالت قبل أن يظفر بكرسي السلطة...فمتوسط عمر تولي الحكم بالسعودية...يقوق الثمانين سنة..وهي سن يقول الخبراء عنها...ان القدرات بصفة عامة تفتر بها...والأمل في الحياة يهبط تحت الصفر...نتذكرلما اصيب سلفه فهد..بشلل في تدبير الأمور.وكان عبد الله في رحلة صيد في براري السعودية نودي عليه ليلتحق فورا بمكتبه كنائب للملك..لكن شلل وغيبوبة فهد لم تطل.اذ طلب من عبد الله ان يخرج من مكتب الملك...وخرج بالفعل..وعاد الى رحلة الصيد..والأمر كما روته الأخبارلم يدم أكثر من ساعة...لكن في الواقع الملك بقي مريضا...أزيد من عشر سنوات...حتى توفي...واذ ذاك تولى الملك وهو في سن متقدمة...نفس السيناريو يكررالآن..الملك مريض وفي رحلة علاج...ونودي على ولي العهد الأمير سلطان..الذي كان في زيارة خاصة للمغرب..
...طبعا الأمورلم تعد كما كانت..اذ عرفت السعودية اصلاحات هامة...على صعيد المؤسسات...مجلس الشورى..مجالس الافتاء...مجلس الوصاية...فالخطر المحدق بملك المملكة هو الفراغ المفاجئ..نتيجة لعدة اسباب ذكرنا بعضها المتجلية في كبر السن لقادتها..وجانب آخر هو المتعلق بتغذية سلالة من يخلف في الحكم...فحسب ما نعرف ان أبوهم عبد العزيز وهم أولاده...لكن من زوجات أخريات..فعدد الأمراء المنحدرين من صلبه يفوق الآلاف...والملك عبد العزيز كان يتزوج بعدد كبير من الزوجات ليس حبا في النساء بل رغبة في توازن قبلي...فمن ياترى له الحق في تولي الحكم..وقد يجر هذا الى صراع بين الأمراء...لكن الأمر محسوم...فالأمراء اللذين لهم الحق هم المنحدرون من الأم السديري..ذكورا بطبعة الحال...لكن الغموض الحقيقي من هم أولاد السديرية...هذا سر كبير اذا أضفنا اليه..أن المرأة في البلاط السعودي يطبق عليه النظام العثماني غالبا ما لاتظهر في الحياة العامة..هي مجرد حريم.
بقي أن نشير أن الأمير سلطان بدوره كبير في السن....ومؤخرا تعرض بدوره لوعكة صحية...مما يفتح باب التساؤلات...عن علاقة الوعكات الصحيات وتكرارها بتدبير الشؤون العامة..في بلاد ذات بعد استراتيجي كبير..ان لم أقل مخيف...وفي هذه الحالة يطرح اسم الأمير نايف...وزير الداخلية الحالي.
- الملك والمطاوعية :
...الملك عبد الله بن عبد العزيز...لا شك أن له شخصية جذابة..ومحبوبة..وغالبا مانتذكر مهرجان الجنادرية..الذي يعتبر بحق مؤسسا وراعيا له..والى وقت متأخركان يفتتحه ويؤدي رقصة السيف به في صف طويل بهي..يعكس الشهامة العربية...
أضاف مؤخرا تدشينه لجامعة من روائع الجامعات العربية بجدة خاصة بالتكنولوجيا المتقدمة..متيحا للفتاة السعودية التعلم فيها الى جانب أخيها السعودي جنبا لجنب...الى جانب اصلاحات اجتماعية أخرى...منها في بداية عهده..منعه للانحناء أمامه وتقبيل يده...
الملك وجد أمامه بطبيعة الحال مقاومة رجال الدين الأورثوذكس..الوهابيون المنغلقون..المتزمتون..اللذين يدعون احقية الـتأويل الصحيح للنص الشرعي..وجند الله..وغيره..وهم بذلك يتجرأون في الافتاء ضد أي كان حتى ولو كان ملكا...بطبيعة الحال لهم نفوذ في السعودية وخارج السعودية عن طريق القنوات الفضائية أوالأعمال الخيرية..فكثير من مهازلهم تتم جهارا مثل قطع اليد والجلد.والتعزير...ولهم سلطات واسعة...في بعض الأحيان تتجاوز سلطات الملك...ومع ذلك يجوز القول ان الملك عبد الله بن عبد العزيزملك اصلاحي...وساهم الى حد كبير في تحديث المملكة.
- المغرب والسعودي :
...ليس هناك استغراب في طرح هذه العلاقة بين مملكتين على أكثر من صعيد.علاقة وطيدة بنيوية مندمجة..الملك عبد الله له بيته في المغرب..وأخوه سلطان له بيته ...وأخوهم نايف له بيته...وكذلك كان أخوهم الراحل فهد..اخوة آخرون...عبر ربوع المملكة المغربية...السعودية لها قوة لا يشك فيها أحد..وقوتها من قوة المغرب...حلف متين تاريخي...لا يتزعزع يشمل جميع مناحي الحياة...والتعاون الأمني حاضر...وكم حربا خاضها المغرب ...بتكلفتها الضخمة واكراهاتها الكريهة...لكن المغاربة لم يحسوا بها بسبب هذا الحليف الكبير..لذا ليس من الغريب ان يكون كل مغربي مهتما بسير الأحوال بالمملكة العربية السعودية...كل ما يفرحها يفرحنا وما يضرها يضرنا..قبل أشهر خاضت العربية السعودية حربا ضد الحوثيين اليمنيين المتهمين بالاعتداء على حدودها....وكان المغرب من المبادرين الأولين في التضامن المطلق معها دون قيد أو شرط...أتمنى الصحة والعافية للملك عبد الله.
اتصل بنا :zaidi.m@live.fr
اتصل بنا :zaidi.m@live.fr
تعليقات
إرسال تعليق