أي مستقبل ينتظر الدول المطبعة مع إسرائيل؟

 


كثر الحديث الفارغ واللغو بلا غلة،وأصبح النضال والمزايدات الكلاميةوالتفاهات مهنة الكثير من الحمر المستنفرة،كلام يابس لا إدام فيه ولا خل ولا ملح،هكذا أصبح كل يلغي بلغاه مما يجعلك تتحسر على ما أصابنا ولم لا قد يجرك الشيطان فترتكب حماقة في حفرة من حفر طنجة فيذهب عقلك ومالك وتصبح متحسرا مرتين بعد ما كنت متحسرا مرة واحدة.

ولعل الكلام يجر بعضه بعضا،كثير من الناس وجد في المأساة الفلسطينية،مرتعا لوساوسه ولهلوساته فبدأ يصب جام غضبه على التطبيع والمتطبعين ويلعن في سريرته وجهره أناسه وزعماءه وهو لا يدرك سوء فعلته وتقديره،وحقيقة أن اليهود لا تجمعنا بهم سوى المحبة والخير ومد اليد لهم واحتضانهم بما وهبهم الله من حسن الخلق ودماثة في التعامل وحصافة في الرأي وينطبق هذا عليهما معا من المكون النسيج الديمغرافي لليهود وأقصد السيفارديم والأشكيناز..ومن حسن حظ المغرب دون غيره أنه ينتمي إليه الأشكيناز وابسفرديم نظرا لهجرة اليهود الأوربيين أو ما يطلق عيه الأشكيناز أو الموريسكوس والمسلمون أيضا أيام حرب الإسترداد الروكيكنسطا وقد تكفل ملوك المغرب السعديون بذلك وبعدهم أولاد عمومتهم العلويون..ذلك أني أضيف إليهم المرابطون...كلهم أولاد عمومة وشورفا وينحدرون من النبي محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم.

قد يترنح مترنح من كلامي هذا ولا يعجبه ومن حقه كذلك لأنه طبيعتنا قائمة على الإختلاف وفي الإختلاف رحمة وجوابي على هذه الضوضاء التي ترتفع الآن منددة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وأنهم يرون كحل ما أخذ بالقوة سوف يعا بالقوة..تماما كما كان يردد جمال عبد الناصر والذي بالمناسبة كان على وشك أن يصنع قنبلة نووية نظرا للتقدم العلمي الذي وصلته مصر في عهده لكنه أبى إلا أن يزايد فضربته إسرائيل شر ضربة في حرب الأيام الستة سنة 1967 .

نعم سوف أعود إلى الوراء قليلا لأنظر في ماهية التطبيع والتاريخ يقول لنا بأن جلالة المغفور له الحسن الثاني هو في الأصل من طالب بالتطبيع لأنه كان يرى أن مفهومه للحل السلمي بين العرب وإسرائيل ومساعيه الحميدة هو أن تجتمع العبقرية اليهودية والمال العربي..وهذا بالفعل ما تحقق في الإتفاقية الإبراهيمية..برعاية الولايات المتحدة الأمريكية..نعم في البداية كانت الإمارات العربية المتحدة..وكنا على وشك أن تنضم العربية السعودية ولو قدر الله وتم ذلك بانضمام السعودية لتغير وجه العالم وأصبح العالم العربي عالما آخر متقدما لأقصى حد وكانت إيران ستغرق في التخلف والبؤس لم تشهده في تاريخها وهذا ما دفعها للقيام بهجمتها الجبانة عن طريق بيادقها وصنيعة إسرائيل حماس..فكان مانعرفه الآن من هرج ومرج حتى أن بعض شبابنا يتوق لربيع عربي يلحق ما تبقى من الدول بلبنان وسوريا واليمن وليبيا وتونس والسودان والصومال وقريبا الجزائر..الفوضى في كل مكان وإيران تتحين الفرص لمد أخطبوطها في باقي البقاع..فارضة على الجميع مستقبلا مظلما..

حفظ الله جلالة الملك محمد السادس وولي العهد مولاي الحسن والمملكة الشريفة آمنة مطمئنة.

محمد الزيدي صحافي مستقل.الرباط

ملاحظة:يمكنك الإستماع إلى نفس المقالة بصوت الكاتب نفسه في صفحتي هذه أو إحدى الصفحات التي أديرها

تعليقات

المشاركات الشائعة