صناعة الواجهات الإشهارية للأبناك والمقاهي والمطاعم في المغرب//Business

صناعة الواجهات الإشهارية للأبناك والمقاهي والمطاعم في المغرب


طنجة في:26 غشت 2019
بقلم:الكاتب الصحفي المغربي محمد الزيدي .


عندما تعبر شوارع وأزقة المدينة التي تقطنها تلفت انتباهك العديد من اللوحات الإشهارية بألوان مختلفة وطريقة جذابة غاية في الرونق والوضوح وكأنها تقول لك تعالى عندنا غرضك ومرامك وقضاء حاجتك وتلبية ماترغب فيه، وغالبا ماتكون هذه اللوحات الإشهارية علامة تجارية أو إسما مختارا لمؤسسات اقتصادية كالأبناك والمطاعم والمقاهي المنتشرة في المغرب داخل المدن الكبرى والصغرى وعبر الطرق السيارة وفي مدخل المدن والموانئ والمطارات وحتى في الأنترنيت ولوحات الهواتف الذكية..وكأني بها لها معرفة بالناس دارسة لنفسيتهم وتقرأ حركات وجوههم عارضة خدماتها لمن يرغب...في الأكل..أو في إنجاز معاملة بنكية..او في عقد لقاء حميمي بزاوية من زوايا المطاعم التي تنتشر كالفطر في كل مكان..والطريف أن بعض الأماكن تجلب زبائنها لامن خلال اللوحات الإشهارية ولكن من خلال الزبائن اللذين سبق وأن تعاملت معهم..غير أنه في هذه الحالة يتطلب الأمر ردحا من الزمن ووقتا كبيرا خبرت فيه رغبات الزبائن وعملت على إرضائهم بكل ماتملك، وليس الأمر في متناول جميع المستثمرين  اللذين معظمهم لا يتوفرون على النفس الطويل بل جلهم يسعوا للربح السريع وجني ثمار مجهوداتهم في أقل وقت فلا يعقل أن يضيفوا لسنواتهم الطويلة التي وفروا فيها هذا المال وادخروه أن يضيفوا لها سنوات أخرى إضافية من أجل كسب صيت لمشروعهم

وهكذا تتعرف على وجهتك من خلال هذه الواجهات الإشهارية والأمر لايقتصر فقط على الواجهات الإشهارية  ليمكنك الحصول على خدماتها فأنت عندما تمتطي سيارتك وتفتح جهاز الراديو لتنصت للبرامج أو الأخبار سوف تصلك بدون شك وصلات إشهارية للعديد من المنتوجات والخدمات ابتداء من الطائرة التي تقلك والفندق اللذي سياويك والمطاعم التي سستتناول فيها وجباتك وحتى الطبيب اللذي سيعالجك وقس على ذلك التلفزيون والهواتف اللتي بين يديك وكأنك أمام الفانوس السحري لعلاء الدين يقول لك (شبيك لبيك ما تطلبه يحضر في رمشة عين بين يديك)
Résultat de recherche d'images pour "cafe word"
إن وراء هذه الأشياء التي تحدثت عنها يقف كم هائل من اليد العاملة المدربة تلقوا مافي ذلك من شك تكوينا تقنيا ونظريا في مدارس خاصة أملى إنشاؤها التطور الإقتصادي والإجتماعي اللذي تعرفه المملكة كما أن قرب المغرب من القارة الأوروبية المتقدمة وذات نمط استهلاكي ليبيرالي فرض نفسه على نمط سلوكنا الإجتماعي أيضا حتى أنك أمام هذه الزخرفة الإشهارية تخال نفسك ببلد أوروبي لكن الخدمات المقدمة تبقى دون نظيراتها في الغرب باستثناء الأبناك  التي في رأيي ربما من حيث الجدية والمعايير الدقيقة ربما تتفوق على الغربية بحكم أن المغاربة راكموا تجارب معقولة في هذا الميدان.


تعليقات

المشاركات الشائعة