تحليل عسكري ماذا يجري في القرقرات/شؤون أمنية


تحليل عسكري:كثر القيل والقال حول التحرك المغربي في الكركارات بالجنوب ولم يستطع أحد فك ألغازه وﻻ سبر أغواره،ولعل من أولى المسلمات في هذا التحليل وقراءته قراءة موضوعية صحيحة منسجمة مع السياق الصحيح لﻷحداث هو مسلمة أن المغرب سحق الجزائر وتمكن على اﻷقل من شل حركة الثعبان وجعله في وضعية المنبطح على ظهره،بل وسحق عدوا آخر حليفا للشقيقة الجزائر أﻻ وهي فينزويﻻ التي بدأت تنهار وشرعت في أكل البايت...وبالعودة لسياق اﻷحداث لفهم تحرك المغرب ورسمه ﻷهدافه والتكتيكات التي وظفها،هو أن التحرك المغربي تزامن مع القصف اﻷمريكي للمواقع الدعشوشية بسرت الليبية،وبما أن المغرب كان يعرف أن الجزائر مهنية ومطمئنة على حدودها المجاورة للمغرب فﻻ توتر بين البلدين لذا دفعت بكل قواتها نحو الحدود الليبية والتونسية،وأيضا موريطانيا التي كانت كل قواتها مع عدوها التقليدي السينغال،والمغرب كان يعرف أن فلول الدواعش الهاربة من القصف اﻷمريكي المتواصل على مواقعهم بسرت سيفرون نحو الجنوب الليبي وسيدخلون للجزائر وموريطانيا لكن كيف لهم ذلك والحالة أن القوات الجزائرية والموريطانية توجد في حالة تأهب دائم لقنص الدواعش الهاربين ،والتقطها المغرب فرصة سانحة لخلق تصنع في إصﻻحات بنيوية وأمنية بالكركارات وبالفعل يصدق الطعم والفخ فيتحرك مرتزقة البوليساريو نحو اﻷمم المتحدة وحبيبهم بنكيمون وتتحرك الجزائر بكل قواتها نحو الحدود المغربية وموريطانيا كذلك مما خلق حدود رخوة وهشة بين ليبيا والسينغال ولحد ما مالي وهكذا وجدها الدواعش فرصة ذهبية مكنتهم من الدخول للجزائر وعبرها نحو الرابوني ثم موريطانيا وهم اﻵن مستقرون في منطقة الزويرات...إذن المغرب استطاع بحيلته زرع الدواعش في معسكر الخصم وبذلك أنهى أسطورة البوليساريو الممثل الوحيد للشعب الصحراوي فالدواعش من يمثلون وﻻ شك أن صراعا مريرا وقتاﻻ ﻻينضب وكر وفر بين الدواعش والبواسر من البوليساريو سينشب بنهما لمدة طويلة وعلى سنين طبعا سنفقد موريطانيا الشقيقة ﻷن شمالها سيكون مسرحا للعراك بين القادمين الجدد وكذلك بمنطقة الرابوني وهنا يمكن لتحليل قصير النظر وهو اﻹشارة لدور القبعات الزرق أو المينورسو لعبه ﻻيمكنها فعل شيئسوى التعبير عن القلق والتفكير في الفديات المالية لفك عناصرها من اﻷسر وهكذا خرج المغرب من موسم الكركارات منتصرا منتشيا بجيش قوي مرفوع الهامة ويعرف كيف يسحق أعداءه ويورطهم ويقضي عليهم،ﻻننسى أبدا لما تحدانا بنكيمون ووصف سﻻلة الرسول محمد السادس بالمستعمر...هذا درس للكﻻب أمثاله ولله العزة ولرسوله.
محمد الزيدي صحفي مغربي

تعليقات

المشاركات الشائعة