رواية موت قاعد 1


بقلم : محمد الزيدي
كل واحد فينا يحمل مأساة ،إن كتبها وعبر عنها بصدق صار من أعظم الكتاب...لكن هيهات معظمنا يعيش على الرياء والخداع ولايملك الشجاعة الكافية لقول الحقيقة ولو كانت موجعة ومؤلمة جارحة وتقض المضاجع...بهذه العبارات الصريحة حتى القساوة والتنكيل بالذات أستهل هذه الرواية وهي تختلف من الألف إلى الهمزة مع رواية القرش الأحمر التي هي رواية من زمان ولى وانفلت من بين أيدينا وما عاد يربطنا به حبل من مسد نحن في زمن الجراح وساعة النواح لقد غادرنا بريق الشباب وعنفوانه إلى غير رجعة وما بقي من الأيام معدود ومحدود ورصيدنا من الصبر في مواجهة الفواجع نافد وغير موجود.
كعادتي أقضي الأيام والليالي في العب من الكؤوس وزيارة الحانات ،وفي هذا 

الصباح كنت في إحدى الحانات بجانب الرفاق والأصدقاء نحلل وندردش في انتصار فريق الرجاء البيضاوي وكيف حمر وجه المغاربة والعرب والأفارقة وبطبيعة الحال كان لكلامنا هذا بل ثرثرتنا هذه وقع ورنين إلى جانب رنين الكؤوس المترعة 

ووسطنا تتحرك الزوهرة الخمسينية الدهماء الخبيرة بنقط الضعف والقوة لدى الرجال وبالمناسبة هي تشرب الروج وكلما كبت في جوفها العميق طراغو تصببت عرقا وأصدرت شهيقا يذكرك بجماع الدواب وذوات الحوافر وهي تنقض على بعضها منفجرة بالنشوة والمتعة...في هذه اللحظة أحسست بالهاتف الرنان يسرسر بموسيقى الرانتشو فأنا حملته بهذا النوع من الموسيقى الإسبانية وهي تشبه موسقى العيطة عندنا فكلاهما  ينتميان للموسيقى الرعوية  الزراعية قلت رن الهاتف وهو بالمناسبة مخبأ عندي في تباني بين الأليتين حتى لايسرق مني وأنا في قمة السكر والشرب وأخرجته أي الهاتف وإذا بكلام من متحدث مجهول يخبرني بأني بعد أيام معدودة سأحال على التقاعد وبطبيعة الحال أنا سكران ولاأتحكم فيما أتلقاه أجبت محدثي هنيئا لكم سوف تهنؤون من صداع الرأس فأجابني بسرعة بأنه الله ينجيه فأنت يازيدي الذي سيحال على التقاعد بعد أيام وكدت أسقط من فرط الصدمة وتلقي هذا الخبر المزعج الغير السار والنكدي لكني تماسكت نفسي وأرجعت الهاتف إلى غمده كما يعيد الفارس سيفه إلى غمده وقلت لأصحابي بصحتكم أنا الآن ذاهب عند الموريكونيس في التجاري وفا بنك لأطلب منهم قرضا بعشرين ألف درهم وسأعود لنذهب جميعا إلى لوميراج لأعرض عليكم الطاسة هناك.
وفعلا أخذت سيارة أجرة تيشكو وقصدت بني مكادة الدوارة باردا حيث ولجت لفرع 

التجاري وفا بنك بنك اللصوص ومصاصي الدماء بامتياز ولما سلمت على صاحبه طلبت منه قرضا بعشرين ألف درهم  لكنه عوض أن يسلمني إياه دار ليا لعيبة سير حتى تجي فرفضت وقلت له عمك الزيدي ليس بغلا أو كنبو من الكوانب اللي تعلمتو تضحكو عليهم في هذه البلاد لكنه بادرني بالقول أنت في حالة سكر وستلبسك حالة جنحة لأنك تلج محلا عموميا وأنت ثمل فقلت له يهديك الله يارباعة ديال الشفارة في التجاري وفا بنك ماتديرش فيا الجميل لاانت ولا اللي مخدمنك الرباعة ديال السراق وهنا شرع في مكالمة ومحادثة رؤسائه في موضوعي لما أخرجت فيه العين الحمراء وبعد دقائق أجابني لقد رفض طلبك في الحصول على قرض وذمتك المالية غير مريحة ولاتسمح فأجبته أنا متصرف ممتاز ولاتمنحونني قرضا فرد علي أنت متقاعد 

الآن بل على ابواب التقاعد...يتبع في رواية موت قاعد 2

تعليقات

المشاركات الشائعة