طنجة :من كوسموبوليطانيا إلى موريطانيا //ميديا وإعلام

من طنجة الكوسموبوليطانية إلى طنجة الموريطانية هههههه 
بقلم:محمد الزيدي.طنجة
بعد الانقلاب العسكري الأول في مطلع السبعينات على الملك الحسن الثاني وكان قاده نخبة من الضباط الكبار على رأسهم الجنرال المذبوح والضابط اعبابو وغيرهم...
وبعد فشل المحاولة أرسل الحسن الثاني الملك الراحل العقيد حسني بنسليمان عاملا على مدينة طنجة وبعد شهرين أو ثلاثة أتت الصيف وأعلن عن تنظيم عرض عسكري بشارع اسبانيا بطنجة الذي حول اسمه  بجرة ساحر إلى اسم شارع الجيش الملكي والآن اسمه شارع محمد السادس ويحييك الله حتى تراه شارع الملك الحسن الثالث.....
قصة هذه الدار:Diario D'Espania

تصوير :محمد الزيدي

هذه الدار كانت إلى حدود مطلع السبعينات من القرن الماضي مقرا لجريدة إسبانيا دياريو دياسبانيا وهي الآن لم تعد كذلك بل أصبحت مقرا  لفرع أحد الأبناك المغربية  ولها قصة طريفة فغداة الانقلاب العسكري على الملك الراحل الحسن الثاني أدرك هذا الملك الداهية ضلوع أياد أجنبية في الانقلاب وتورطها فيه وكان المغرب الحديث عهد بالاستقلال مازالت تتواجد فيه استثمارات أجنبية مهمة وعلى الخصوص في قطاع الصحافة والإعلام لذا سارع الملك في بعث وزير دولته القوي مولاي أحمد العلوي على عجل إلى مدينة الدار البيضاء واستولى على صحافة الماس مشتريا وبوسائل خاصة 
 
وبعدما وضع جرائد الماس في جيبه عاد وأخبرالحسن الثاني بنجاح مهمته رضي عليه الملك وطلب منه التوجه لمدينة طنجة وانتقل على جناح السرعة إلى مدينة البوغاز وكان للحقيقة والإنصاف ولع كبير لمولاي احمد بها وفعلا وصل لطنجة ذات صباح سبعيني فبرايري على المدينة حط غبش ضبابي كثيف غير معهود لم تكن فيه الرؤيا واضحة وتسلل من نفس الباب للدار الموجودة صورتها وهي تضم مقرا لجريدة يومية اسبانيا بطنجة وتضم البناية مطبعة بالإضافة لأقسام التحرير إن لم اقل مطعما ومرافق ضرورية للتصوير واستقبال الصور من مختلف أنحاء العالم وبعد دخوله لمقر الجريدة سأل عن مديرها فأجيب بأنه موجود في رحلة علاج لإسبانيا ثم قيل له هناك مدير التحرير غسباني طنجاوي بدوره وبعد هنيهة ولج مكتبه وقدم له نفسه بعنجهية كبيرة أنا مولاي احمد وزير سيدنا فرحب به مدير التحرير بحفاوة وقال له أمر ياوزير سيدنا وهنا رجع وجه مولاي أحمد أكحل وتمخزن من المخزن وقال للمدير سينيور علمنا بوسائلنا أنكم صففتم في المطبعة خبر الانقلاب قبل أن يقع بساعات وهنا تفاجأ الاسباني واحمرت خدوده وارتعد شيئا ما غير أنه تمالك نفسه وأجاب مولاي أحمد لاأقبل منك هذا القول نحن جريدة ولا نحب من يتدخل في شؤوننا....وأدرك مولاي أحمد عسر مهمته في طنجة وقال للمدير ياسطا أديوس سنيور وخرج يجري  نحو إحدى حانات طنجة بفندق رامبراند وعلى إحدى طاولات البار التقى بأصدقائه من ديرية الضرائب بطنجة اللذين هنؤوه على نجاة الملك من المحاولة الانقلابية وطلبوا مزيدا من الكؤوس ثم بدأ مولاي احمد يحدثهم عن ماجرى له في جريدة يومية إسبانيا وقال له أحد موظفي الضريبة مولاي احمد تلك الجريدة مثقلة بالضريبة وربما كانت تحاول من نقل خبر الانقلاب وفي حالة نجاحه الحصول على عفو وامتيازات وانفرج في هذه اللحظة وجه العلوي عن ابتسامة عريضة وقال لهم انتم موظفي سيدنا وأنا وزير سيدنا تنقول ليكم اتهلوا في بابها أي الجريدة.
وبعد يومين دخل مفتشين للضرائب مقر الجريدة وهم يحملون  حصيلة ثقيلة من الضرائب تمتد لسنين حيث فاجئا المسؤول الإسباني بالأداء مع احتساب الزيادات الجزافية المتراكمة وكان مبلغا ضخما مع غضافة العبارة الشهيرة وفي حالة عدم الأداء سيتم الحجز على جريدتكم وكامل مرافقها هنا أحس المدير  بمغزى زيارة المخزن المتمثل في مولاي احمد لمقر جريدته لكن كسائر الاسبان وعد المدير المفتشين خيرا في أقرب الآجال وانصرفا لحال سبيليهما لكن الدير المسؤول عن الجريدة تسلل إليها ليلا وحرقها وحرق المطبعة وسائر المرافق وكانت ذات أهمية كبيرة ثم فر هو وعائلته نحو إسبانيا ويستولي المغرب على البناية وهي الآن كما أشرت يوجد بها فرع لأحد الأبناك.

تعليقات

المشاركات الشائعة