المطربة شاكيرا نفحة عطرية في ضيافة المغرب//LIFE & CULTURE
المطربة شاكيرا نفحة عطرية في ضيافة المغرب
بقلم : محمد الزيدي*
فصل الربيع في المغرب هذه السنة حار ، ومشحون ، ألف الناس فيه أن يتناولوا وجبة سمك مشوي أو جفنة من الحلزون اللذيذ بحساء أعشاب برية وتوابل ساخنة في إحدى زوايا الأزقة…قبل أن يتوجهوا للتفرج على عروض المهراجانات الغنائية ، وما أكثرها في المغرب…هناك مهرجان الموسيقى الروحية بفاس وكناوة بالصويرة والبولفار بالدار البيضاء ومهرجان موازين هذاالذي تقام أنشطته بالرباط العاصمة حيث سيشاهد ويستمتع الناس بمختلف أنواع الغناء والطرب لكبار النجوم ، ليونيل ريشي وعمرو دياب وكاني وست وشاكيرا.
عشر سنوات مرت ـ ـ ـ بدأمهرجان موازين صغيرا لما كان من الصعب ايجاد ممول لأضوائه وصوتياته ، ولكنه الآن نما بسرعة وأصبح له مكانة يتقدم بها على جميع الأحداث الموسيقية في البلاد ،.ميزانيته تصل الى 12مليون دولارا،.وربما صدفة انتشراعتراض في السنة الأخيرة لأعضاء من حزب العدالة والتنمية حزب ذو مرجعية دينية ،و متواجد بالبرلمان وذالك لما طالب هذا الحزب بابعاد " التون جون " المجاهروالمفاحش والمفتخر بشذوذه الجنسي وذلك حتى لايفسد أخلاق المغاربة ..وفي سنة2009 سقط أحد عشر شخصا ميتا في انهيار جدار ودحس تحت الأقدام بملعب رياضي بحي النهضة بالرباط وذالك خلال استمتاعهم بمشنفات المطرب الشعبي عبد العزيز الستاتي علما أن أي نتيجة للتحقيق لم تعلن حتى الآن.
هذه السنة أصبح موازين يستحوذ على أغلب النقاش في مواجهة سلطات البلاد والنخبة الحاكمة.حركة 20 فبراير الاحتجاجية والتي طالبت في التعديلات الدستورية بتقليص سلطات الملك ووضعت من مهرجان موازين قطب الرحى في معركتها الاحتجاجية.في أبريل قام نشطاؤها بمطالبة الفنانين بالغاء عروضهم ومقاطعة المهرجان.ورأوا في المبلغ الضخم المخصص لموازين أنه يمكن به بناء المدارس والمستشفيات والبنيات التحتية الفنية ، والتي ستكون لها انعكاسات ومردودية تعود بالنفع على جميع المغاربة .إن.أغلب الشعارات المرددة خلال المسيرات في الشوارع ، عبر ربوع المملكة ، كان بعضها موجه ضد المهرجان ـ ـ ـ…فين فلوس الشعب في موازين والطرب ـ ـ ـ كذالك أطلق بعض النشطاء مواقع في الفايس بوك لوقف موازين وضد موازين.
ليس عصيا على الفهم لمعرفة لماذا حركة 20 فبراير اختارت موازين الهدف رقم واحد من أنشطتها ..فالمهرجان منظم من طرف "مغرب الثقافات " التي يرأسها محمد منير ماجدي رجل ومدير أعمال تجارة الملك أونا-سني أكبر مجموعة اقتصادية في المغرب لها اهتمامات في المناجم والاتصالات والعقار الى جانب ميادين أخرى ، وهو بالاضافة إلى ذلك وجه غير شعبي ، وفي الشهور الأخيرة أصبح رمزا للرشوة والفساد ، وغالبا ماترفع صورته مكتوب تحتها " مطلوب " في المظاهرات الجارية مضافا اليها رسم كاريكاتوري "لأونا " كإخطبوط له أرجل متعددة ، مصاصة ، وممتدة ، ومتغلغلة ، في جميع الخريطة الاقتصادية.
وبعيدا عن الماجدي فان المغاربة بالفعل يعانون من شظف العيش تخيل معي 15 في المائة من المغاربة لا يتقاضوا أقل من دولارين في اليوم وهذا لايساوي حتى ثمن ثلاث خبزات وليتر من الحليب ، لايصدق عقلهم أبدا أن يحلموا بسكنى ، أوالتغطية الصحية ، أو التعليم ،.وتخيل معي أيضا شريحة واسعة من اليد العاملة المغربية تتقاضى فقط الحد الأدنى للأجور الذي لا يتجاوز 10.64درهم وهو في الغالب ثمن ليتر من الليسانس هذا أماإذا حلمنا بأن تصبح لنا سيارة يجب ادخار العشرات من آلاف الدراهم.وتخيل الآن أن شاكيرا ستتقاضى 6.5 مليون درهم أي حوالي مليون دولارا تقريبا.
وطبعا هناك آخرون ، من المؤيدين لمهرجان موازين ويعتبرونه فرصة ثمينة تتيح للجمهور المغربي مشاهدة والاستمتاع بكبار النجوم الموسقيين العالميين ، يرونهم في بلادهم لأن أغلب العروض تقدم مجانا.هذا اذا علمنا أن هذا المهرجان يمول برعاية رجال أعمال خواص وحصة مساهمة الدولة ضئيلة بالمقارنة ..وفي استجواب مع مجلة طيل كيل صرح عزيز داكي الناطق الشخصي والمدير الفني لموازين بأن " هؤلاء اللذين يعارضون ماهم الا ديماغوجيون وظلاميون ويساريون عدميون مع الأخذ بعين الاعتبار الذين يؤيدون وهم موجودون في الفايس بوك ". وفي الحقيقة إن مهرجان موازين يموله الخواص ، ولكن رغم ذلك تتضخم كلفته وميزانيته على مدى ما سيأتي من سنين ،.وفي أحد المكاتب بميشكان شرج وكتر صرح الرئيس السابق التنفيذي لشركة طاقة " بأن مشغليه طلبوا منه أن يدفع خمسة مليون دولار كل سنة لحسن بوهمو المتصرف بأونا-سني لفائدة تمويل مهرجان موسيقي " ، ولم تتم الإشارة لأي مهرجان ، ويعتقد أنه مهرجان موازين وفي المقابل سيستفيد من تسهيلات لفائدة شركته طاقة ومنحه إمكانية توسيع أنشطتها في مجمع الطاقة الكهربائية بالجرف الأصفر و بناء ميناء تجاري على المحيط الأطلسي ـ ـ ـ..هذه هي سياسة الكواليس واللوبيات التي يتم التنديد بها في المظاهرات التي تجري بوتيرة متظمة حاليا في المغرب وتطالب باسقاط رموز الفساد.
فصل الربيع في المغرب هذه السنة حار ، ومشحون ، ألف الناس فيه أن يتناولوا وجبة سمك مشوي أو جفنة من الحلزون اللذيذ بحساء أعشاب برية وتوابل ساخنة في إحدى زوايا الأزقة…قبل أن يتوجهوا للتفرج على عروض المهراجانات الغنائية ، وما أكثرها في المغرب…هناك مهرجان الموسيقى الروحية بفاس وكناوة بالصويرة والبولفار بالدار البيضاء ومهرجان موازين هذاالذي تقام أنشطته بالرباط العاصمة حيث سيشاهد ويستمتع الناس بمختلف أنواع الغناء والطرب لكبار النجوم ، ليونيل ريشي وعمرو دياب وكاني وست وشاكيرا.
عشر سنوات مرت ـ ـ ـ بدأمهرجان موازين صغيرا لما كان من الصعب ايجاد ممول لأضوائه وصوتياته ، ولكنه الآن نما بسرعة وأصبح له مكانة يتقدم بها على جميع الأحداث الموسيقية في البلاد ،.ميزانيته تصل الى 12مليون دولارا،.وربما صدفة انتشراعتراض في السنة الأخيرة لأعضاء من حزب العدالة والتنمية حزب ذو مرجعية دينية ،و متواجد بالبرلمان وذالك لما طالب هذا الحزب بابعاد " التون جون " المجاهروالمفاحش والمفتخر بشذوذه الجنسي وذلك حتى لايفسد أخلاق المغاربة ..وفي سنة2009 سقط أحد عشر شخصا ميتا في انهيار جدار ودحس تحت الأقدام بملعب رياضي بحي النهضة بالرباط وذالك خلال استمتاعهم بمشنفات المطرب الشعبي عبد العزيز الستاتي علما أن أي نتيجة للتحقيق لم تعلن حتى الآن.
هذه السنة أصبح موازين يستحوذ على أغلب النقاش في مواجهة سلطات البلاد والنخبة الحاكمة.حركة 20 فبراير الاحتجاجية والتي طالبت في التعديلات الدستورية بتقليص سلطات الملك ووضعت من مهرجان موازين قطب الرحى في معركتها الاحتجاجية.في أبريل قام نشطاؤها بمطالبة الفنانين بالغاء عروضهم ومقاطعة المهرجان.ورأوا في المبلغ الضخم المخصص لموازين أنه يمكن به بناء المدارس والمستشفيات والبنيات التحتية الفنية ، والتي ستكون لها انعكاسات ومردودية تعود بالنفع على جميع المغاربة .إن.أغلب الشعارات المرددة خلال المسيرات في الشوارع ، عبر ربوع المملكة ، كان بعضها موجه ضد المهرجان ـ ـ ـ…فين فلوس الشعب في موازين والطرب ـ ـ ـ كذالك أطلق بعض النشطاء مواقع في الفايس بوك لوقف موازين وضد موازين.
ليس عصيا على الفهم لمعرفة لماذا حركة 20 فبراير اختارت موازين الهدف رقم واحد من أنشطتها ..فالمهرجان منظم من طرف "مغرب الثقافات " التي يرأسها محمد منير ماجدي رجل ومدير أعمال تجارة الملك أونا-سني أكبر مجموعة اقتصادية في المغرب لها اهتمامات في المناجم والاتصالات والعقار الى جانب ميادين أخرى ، وهو بالاضافة إلى ذلك وجه غير شعبي ، وفي الشهور الأخيرة أصبح رمزا للرشوة والفساد ، وغالبا ماترفع صورته مكتوب تحتها " مطلوب " في المظاهرات الجارية مضافا اليها رسم كاريكاتوري "لأونا " كإخطبوط له أرجل متعددة ، مصاصة ، وممتدة ، ومتغلغلة ، في جميع الخريطة الاقتصادية.
وبعيدا عن الماجدي فان المغاربة بالفعل يعانون من شظف العيش تخيل معي 15 في المائة من المغاربة لا يتقاضوا أقل من دولارين في اليوم وهذا لايساوي حتى ثمن ثلاث خبزات وليتر من الحليب ، لايصدق عقلهم أبدا أن يحلموا بسكنى ، أوالتغطية الصحية ، أو التعليم ،.وتخيل معي أيضا شريحة واسعة من اليد العاملة المغربية تتقاضى فقط الحد الأدنى للأجور الذي لا يتجاوز 10.64درهم وهو في الغالب ثمن ليتر من الليسانس هذا أماإذا حلمنا بأن تصبح لنا سيارة يجب ادخار العشرات من آلاف الدراهم.وتخيل الآن أن شاكيرا ستتقاضى 6.5 مليون درهم أي حوالي مليون دولارا تقريبا.
وطبعا هناك آخرون ، من المؤيدين لمهرجان موازين ويعتبرونه فرصة ثمينة تتيح للجمهور المغربي مشاهدة والاستمتاع بكبار النجوم الموسقيين العالميين ، يرونهم في بلادهم لأن أغلب العروض تقدم مجانا.هذا اذا علمنا أن هذا المهرجان يمول برعاية رجال أعمال خواص وحصة مساهمة الدولة ضئيلة بالمقارنة ..وفي استجواب مع مجلة طيل كيل صرح عزيز داكي الناطق الشخصي والمدير الفني لموازين بأن " هؤلاء اللذين يعارضون ماهم الا ديماغوجيون وظلاميون ويساريون عدميون مع الأخذ بعين الاعتبار الذين يؤيدون وهم موجودون في الفايس بوك ". وفي الحقيقة إن مهرجان موازين يموله الخواص ، ولكن رغم ذلك تتضخم كلفته وميزانيته على مدى ما سيأتي من سنين ،.وفي أحد المكاتب بميشكان شرج وكتر صرح الرئيس السابق التنفيذي لشركة طاقة " بأن مشغليه طلبوا منه أن يدفع خمسة مليون دولار كل سنة لحسن بوهمو المتصرف بأونا-سني لفائدة تمويل مهرجان موسيقي " ، ولم تتم الإشارة لأي مهرجان ، ويعتقد أنه مهرجان موازين وفي المقابل سيستفيد من تسهيلات لفائدة شركته طاقة ومنحه إمكانية توسيع أنشطتها في مجمع الطاقة الكهربائية بالجرف الأصفر و بناء ميناء تجاري على المحيط الأطلسي ـ ـ ـ..هذه هي سياسة الكواليس واللوبيات التي يتم التنديد بها في المظاهرات التي تجري بوتيرة متظمة حاليا في المغرب وتطالب باسقاط رموز الفساد.
وماذا لو وقع ونزل وألغي المهرجان بسرعة سوف يذهب التفسير والتأويل ، بأن المغرب رضخ لمطالب حركة 20فبراير، تماما كما حصل في الاقتراحات الملكية الدستورية التي جاء بها خطاب 9 مارس. ولكن خالد الناصري الناطق باسم الحكومة قال " بأن الاقتراحات الملكية لم تأت استجابة لحركة 20فبراير بل كانت معدة منذ زمان ، وما إعلانها في الوقت الحالي إلا تطور تلقائي أملته طبيعة تطور الأشياء في المغرب وفي العالم من أجل تحديث المؤسسات ".
وبمجرد انتهاء مهرجان موازين ستعود الحكومة المغربية لممارسة عادتها القديمة وهي القمع الفظيع والعنيف وتكميم الأفواه للنشطاء السياسيين وخصوصا حركة20فبراير.
محمد الزيدي صحافي وكاتب:رواية القرش الأحمر*
تعليقات
إرسال تعليق