شاكيرا ورعد الربيع المغربي المزمجر // أحداث سياسية

مناقشة
شاكيرا ورعد الربيع المغربي المزمجر
ديمقراطية فتية وتطلع شبابي بين الحقوق والواجبات وحلم التغيير
بقلم محمد الزيدي 22 ماي 2011
فصل الربيع في المغرب هذه السنة حار ومشحون ألف الناس فيه أن يتناولوا وجبة سمك مشوي أو جفنة من الحلزون اللذيذ بحساء أعشاب برية وتوابل ساخنة في احدى زوايا الأزقة...قبل أن يتوجهوا للتفرج على عروض المهراجانات الغنائية وما أكثرها في المغرب...هناك مهرجان الموسيقى الروحية بفاس وكناوة بالصويرة والبولفار بالدار البيضاء ومهرجان موازين والذي تقام أنشطته بالرباط العاصمة حيث سيشاهد ويستمتع الناس عبر مختلف أنواع الغناء والطرب لكبار النجوم ليونيل ريشي وعمرو دياب وكاني وست وشاكيرا.
عشر سنوات مرت بدأ موازين صغيرا لما كان من الصعب ايجاد ممول لأضوائه وصوتياته ولكنه الآن نما بسرعة وأصبح له مكانة يتقدم بها على جميع الأحداث الموسيقية في البلاد.ميزانيته تصل الى 12مليون دولارا.وربما صدفة انتشراعتراض في السنة الأخيرة لأعضاء من حزب العدالة والتنمية حزب ديني متواجد بالبرلمان وذالك لما طالب هذا الحزب بابعاد التون جون المجاهر والمفتخر بشذوذه الجنسي حتى لايفسد أخلاق المغاربة.في سنة2009 سقط احدى عشر شخصا ميتا في انهيار جدار ودحس بملعب رياضي بحي النهضة وذالك خلال استمتاعهم  بمشنفات المطرب الشعبي عبد العزيز الستاتي علما أن أية نتيجة للتحقيق لم يعلن عنها لحد الآن.
هذه السنة أصبح موازين يستحوذ على أغلب النقاش في مواجهة سلطات البلاد والنخبة الحاكمة.حركة 20 فبراير الاحتجاجية والتي طالبت في التعديلات الدستورية بتقليص سلطات الملك ووضعت من مهرجان موازين قطب الرحى في معركتها الاحتجاجية.في أبريل قام نشطاؤها بمطالبة الفنانين بالغاء عروضهم ومقاطعة المهرجان.ورأوا في المبلغ الضخم المخصص لموازين أنه يمكن به بناء المدارس والمستشفيات والبنيات الفنية التحتية والتي تكون لها انعكاسات ومردودية تعود على جميع المغاربة بالنفع.أغلب الشعارات المرددة خلال المسيرات في الشوارع عبر ربوع المملكة كان بعضها موجه ضد المهرجان...فين فلوس الشعب في موازين والطرب كذالك أطلق بعض النشطاء مواقع في الفايس بوك لوقف موازين وضد موازين.
 ليس عصيا على الفهم لمعرفة لماذا حركة 20 فبراير اختارت موازين هدفا رقم واحد من نشاطها.المهرجان منظم من طرف مغرب الثقافات التي يرأسها محمد منير ماجدي  رجل أ ومدير أعمال تجارة الملك  أونا-سني أكبر مجموعة اقتصادية في المغرب لها اهتمامات في المناجم والاتصالات والعقار الى جانب ميادين أخرى وهو بالاضافة وجه غير شعبي في الشهور الأخيرة أصبح رمزا للرشوة والفساد غالبا ماترفع صورته مكتوب تحتها مطلوب في التظاهرات الجارية  مضافا اليها رسم لأونا كاخطبوط له أرجل متعددة ممتد ومتغلغل في جميع الخريطة الاقتصادية.
وبعيدا عن الماجدي فان المغاربة بالفعل يعانون من شظف العيش تخيل معي 15 في المائة من المغاربة يتقاضوا أقل من دولارين في اليوم ليس حتى ثمن ثلاث خبزات وليتر من الحليب لايصدق عقلهم أبدا أن يحلموا بسكنى والتغطية الصحية أو التعليم.وتخيل معي أيضا نسبة كبيرة من شريحة اليد العاملة المغربية تتقاضى الحد الأدنى للأجور لا يتجاوز 10.64درهم وهو في الغالب ثمن ليتر من الليسانس هذا اذا حلمنا بأن تصبح لنا سيارة يجب ادخار العشرات من آلاف الدراهم.وتخيل الآن أن شاكيرا ستتقاضى 6.5 مليون درهم أي حوالي مليون دولارا تقريبا.
وطبعا هناك آخرون  من المؤيدين لموازين ويعتبرونها فرصة نادرة تتيح للجمهور المغربي مشاهدة والاستمتاع بكبار النجوم الموسقيين العالميين يرونهم في بلادهم لأن أغلب العروض تقدم مجانا.هذا اذا علمنا أن هذا المهرجان يمول برعاية رجال أعمال خواص وحصة مساهمة الدولة ضئيلة بالمقارنة.وفي استجواب مع مجلة طيل كيل صرح عزيز داكي الناطق الشخصي والمدير الفني لموازين بأن هؤلاء اللذين يعارضون ماهم الا ديماغوجيين وظلاميين ويساريين عدميين مع عدم نسيان الذين يؤيدون وهم موجودون في الفايس بوك.
حقيقة موازين يموله الخواص ولكن هذا يصير له كلفة ثقيلة على المدى الطويل.في أحد المكاتب بميشكان شرج وكتر  الرئيس السابق التنفيذي لشركة طاقة صرح بأن مشغليه طلبوا منه أن يدفع خمسة مليون دولار كل سنة لحسن بوهمو المتصرف بأونا-سني لفائدة تمويل مهرجان موسيقى لم تتم الاشارة لأي مهرجان ويعتقد أنه مهرجان موازين وفي المقابل يستفيد من تسهيلات لفائدة شركته طاقة  بتوسيع أنشطتها في مجمع الطاقة الكهربائية بالجرف الأصفر وميناء تجاري على المحيط الأطلسي ..هذه هي سياسة الكواليس التي يتم بها التنديد في التظاهرات التي تجري حاليا في المغرب وتطالب باسقاط رموز الفساد.
موازين بدأت في عشرين ماي وهو تاريخ ليس بعيدا عن تاريخ مؤلم ومبك وحزن نتيجة الحادث الارهابي الذي فجر مقهى أركانة بمراكش.جميع الأنظار توجهت نحو موازين وهو مهرجان يستقطب الآلاف.ظهر فجأة ظهر الهاجس الأمني ولكن المنظمين بذكاء أصروا على التنظيم حتى لايسجل انطباع  بأن المغاربة  يستحوذ عليهم الخوف من وقوع حادث ارهابي.
وماذا لو وقع ونزل وألغي المهرجان بسرعة سوف يذهب التفسير بأن المغرب رضخ لمطالب حركة 20فبرايرتماما كما حصل في الاقتراحات الملكية الدستورية التي جاء بها خطاب 9مارس.ولكن خالد الناصري الناطق باسم الحكومة قال بأن الاقتراحات الملكية لم تأت استجابة لحركة 20فبراير بل كانت معدة منذ زمان وما اعلانها في الوقت الحالي الا تطور تلقائي أملته طبيعة تطور الأشياء في المغرب وفي العالم من أجل تحديث المؤسسات.
وبمجرد انتهاء مهرجان موازين ستعود الحكومة المغربي لممارسة عادتها القديمة وهي القمع الفظيع والعنيف وتكميم الأفواه للنشطاء السياسيين وخصوصا حركة20فبراير.

تعليقات

المشاركات الشائعة