رشيد غلام أومطرب الحي الذي لايطرب//أحداث سياسية
كانت أول مرة شاهدت فيها هذا الفنان الكبير في ليلة ربيعية باحدى الفيلات بضواحي القصر الصغير على بعد عشرين كيلومترا من مدينة طنجة…كان رائعا ولم أكن أتصور أنه بهذا القدر من الجمالية والروعة….ومرت مدة من الزمن حتى طالعت في الجرائد المغربية انه ألقي عليه القبض بسبب مشكل تلبسي مع امرأة أجنبية ..ما يعرف عندنا في المغرب بالخيانة الزوجية…وأضافت الصحف التي يعجبها معالجة هذا النوع من القضايا أن رشيد غلام ينتمي الى الجماعة المحظورة الاسلامية العدل والاحسان..بزعامة الشيخ عبد السلام ياسين…وربما السلطة ركبت هذا السيناريو في اطار شد الحبال التي تمارسها مع الجماعة المذكورة…قد يكون هذا صحيحا أم لا فالقضية في جميع الأحوال عرضت على القضاء في شفافية تامة..لم أتتبع المحاكمة حتى يمكنني ايراد كل تفاصيلها فهذا موضوع آخر…غير أنه يمكنني القول أن رشيد غلام يتمتع الآن بكامل حريته في التنقل واحياء الحفلات.
غير أنه في وسائل الاعلام المغربية خصوصا الاذاعات والتلفزات الرسمية وحتى شبه الرسمية والحرة بين قوسين لايوجد له أثر مقصي تماما ولا يكاد يتعرف عليه عوام المغاربة ربما السلطة تخشى ان هي أتاحت له فرصة البروز أن تزداد شعبيته ويصبح محبوبا أكثر وقد تستفيد جماعة العدل والاحسان من تقوية مركزها وهي كما هو معروف لها مواقف مضادة لتسيير دواليب الحكم في المغرب…قد يكون هذا صحيحا أم لا مرة أخرى ليس هذا موضوعي..فالموضوع الذي أود الخوض فيه هو ماجاء مؤخرا على لسان الجمعية المغربية لحقوق الانسان من مواقف شاذة ابتعدت فيها عن الخط الوطني وتبنت بالكامل أسلوب فصيل النهج المسيطر عليها حاليا عوض فصيل حزب الطليعة الذي لم يعد له وجود بالجمعية المذكورة…لذا اندهش العديد من المراقبين لما افرجت السلطات المغربية عن مجموعة من معتقلي العدل والاحسان المعتقلين بفاس…فهل هذا الافراج يمكن عده بمثابة رد على اندفاع الجمعية المغربية لحقوق الانسان في اطار ما يعرف في السياسة اضربهم ببعضهم او المنهجية الاستباقية التي اصبحت من مميزات السياسة في المغرب قد يكون ذلك مؤكدا خصوصا اذا عرفنا أن النهج والعدل والاحسان يوجدين على طرفي نقيض….واخلص في حديثي اذا كان الأمر كذلك فان السلطة المغربية تدرك تماما أن للمغرب ثقل روحي ويمكن استعماله دون مواربة حتى خارج حدود المغرب..فالنزاع المفروض على المغرب فيما يتعلق بوحدته الترابية يملي عليه استعمال جميع جميع الأوراق في اطار اسقاط خصومه واحدا تلو الآخر.
ومن هنا جاءت هذه الصورة الروحية للمغرب فرادة وتميزا واحتراما وبالتالي …غير أن من المأسوف ومن العار أن لايدرك جل المسؤولين هذه القيمة للمغرب وهي قيمة قوة مافي ذلك من ريب لذا مازلنا نشاهد أن قيمتنا الروحية يستغلها غيرنا في تحسين صورتهم…وقد اضرب مثلا باستضافة قناة تلفزية تركية لرشيد غلام…نعم تحدث ضيفا لقناة تركية بترجمان ومذيعة حسناء وصلت الى درجة الاغراء كانت تلقي اسئلته بتكسر على مطربنا الكبير المغربي بالتركية وهو يجيب بالعربية فيحولها الترجمان الى التركية وكانت جلسة استجواب آية في الأبهة والجمالية والاتقان…نتتبع هذا ونراجع محاكمة رشيد غلام هنا بالمغرب وتصريحات الجمعية المغربية لحقوق الانسان والافراج عن معتقلي العدل والاحسان والمنهجية الاستباقية ..هل يمكننا أن نفهم شيئا.
تعليقات
إرسال تعليق