20 مفكرا من طنجة - أصيلة...2 الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي...//كتب بقلم محمد الزيدي
2
الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي
من مواليد فحص طنجة،قبل أن يلتحق بالرباط للدراسة ،في ثانوية مولاي يوسف النخبوية الشهيرة،خبر طنجة بكل تفاصيلها الكسموبوليطية،فمنهل وينبوع طنجة لم يكن راكدا بل كان جاريا صافيا متجددا ،لذا أفاد منه اليوسفي ،ونشأنشأة غاية في الغنى والثراء ،من حيث القيم والانفتاح الذهني، والموسوعية،والأناقة،والتشرب الفكري التعددي.
وكان لهذا المعبر القاري أوروبا عن قرب ومرأى العين،بالإضافة لوصول ساسة عرب من المشرق العربي،لزيارة مدينة طنجة الأعجوبة ،والنهل من ثرائها وبذخها،كل هذا عجن شخصية المناضل النحرير،والوطني الغيور،بطبيعة الحال لم يكن الأستاذ مبتعدا عن التأثر بالنزعة الحزبية المغربية المتمثلة في حزب الاستقلال،كحزب شامخ وقوي ومهيمن،لكن وجود تيارات شبابية ذات نزعة ثورية لم تكن معزولة،فالمهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد،لم يكونا منضبطين استقلاليا،فسرعان ماراودتهما فكرة الانشقاق،عن الحزب الأم وأسسا معا حزب القوات الشعبية،وانضم إليهما إن لم يكن من المؤسسين الرواد عبد الرحمان اليوسفي،وفي سياقهم جميعا المناضل الثمين عمر بن جلون كاتب التقرير الأيدلوجي،وفي خضم محاكمات ماراطونية، والانتقال بين عتمات الزنازن والتعذيب والنطق بأحكام الإعدامات،والطريف أن أستاذنا مارس الصحافة لما كان مسؤولا عن جريدة مالها مثيل وهي جريدة التحرير،بعد سنة 1975 عرفت علاقة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحكم في المغرب علاقة ود ومجاملة،فالحزب قرر خوض غمار الحياة السياسية،وبالفعل اكتسح غالبية المقاعد في عدة مناطق مما أهله لتولي عدة حقائب وزارية،إلاأن الملك الحسن الثاني بدأ يتطلع إلى شراكة أكثر قوة واتساعا،وذالك باقتراح منصب الوزير الأول على عبد الرحمان اليوسفي،وهو ماتولاه بالفعل،كرئيس لحكومة التناوب،ورغم الظرفية الغير مناسبة وإكراهات دولية وداخلية لتحقيق إصلاحات ملموسة،ومع ذالك فإن حكومة اليوسفي حققت للمغرب وصفه بالبلد الديمقراطي،كما ضمنت الانتقال السلمي للسلطة بالمغرب إثر وفاة الحسن الثاني وتولي إبنه الملك محمد السادس من بعده،كما تحققت المصالحة والانفراج السياسي،بعد طي صفحة الماضي لسنوات الرصاص.
وطنجة مدينة لهذا القائد ،بكونه ساهم مع الملك الحالي في تشييد ميناء البحر الأبض المتوسط وإطلاق منطقة كزناية زونا فرانكا.
تعليقات
إرسال تعليق