أبغاد الصراع الفرنسي الأمريكي حول المغرب والشرق الأوسط وافريقيا / OPINION & COMENTARY سم كتب

POLITICAL DIARY
يكتب بالعربية تعربتr
  tajer.news@gmail.com
ابعاد الصراع الفرنسي الأمريكي حول
المغرب والشرق الأوسط وافريقيا.
بقلم :محمد الزيديTanjerina News
  • كتاب صدر :

..انه كتاب يحتوي على 208 صفحة من الحجم الصغير قام بكتابته د.حسن مصدق وطبعه دفاتر وجهة نظر بالرباط وهو كتاب ينطق عنوانه عن محتواه وهو بمثابة رصد لأبعاد الصراع الفرنسي الأمريكي حول المغرب والشرق الأوسط وافريقيا.
  لقد تضمن هذا الكتاب خمسة فصول بالاضافة لمقدمة.
يعتبر الفصل الأول بمثابة عرض لتاريخ الغلاقات الفرنسية الأمريكية؛ والمتميزة بالشد والجذب الدائمين عبرالتاريخ، اما الفصل الثاني فبدأ فيه الكاتب  يستعرض الصراع الفرنسي الأمريكي في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وجاء الفصل الثالث حول الصراع في افريقيا، وياتي الفصل الرابع ليتطرق للعالم العربي والاسلامي في ميزان معاهد ومراصد ومراكزابحاث العلاقات الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء الفصل الخامس والأخيرلينقلنا الى دول جنوب شرق آسيا بين مخالب النسر الأمريكي وقبضة الدب الصيني.
تأليف يبرز شخصية المؤلف
كما نعلم أن كتاب العلاقات الدولية وفقهاء القانون الدولي كانوا يتبعون منهجين في تآليفهم الدولية أحدهما طريقة التركيز على معاهدة دولية معينة يتناولونها بالشرح والتحليل كما هو الشأن بالنسبة الى معاهدة انشاء الاتحاد الأوروبي،وثانيهما التأليف المستقل دون الارتباط بمعاهدة معينة كما هو الشأن بالنسبة لكتابنا أبعاد الصراع الفرنسي الأمريكي حول المغرب والشرق الأوسط وافريقيا/ حين ألفه د.حسن مصدق متحررا دون الارتباط بمعاهدة أو ميثاق معين، وهومايبرزأكثر شخصية المؤلف في الكتاب بحيث نلاحظ أنه اعطاه بناء متماسكا وصمم فصوله التي رأيناها بفقراتها التي تتضمن أهم مسائل الفصل ويتولد عنها من الفروع ما يناسب وما يمكن أن يصوره العقل من الصور المفترضة التي يحتاج القارئ والباحث في العلاقات الدولية الى معرفة أبعادها وآثارها.
وقد ألف الدكتور حسن مصدق كتابه مستفيدا من عدة مصادر وأصول لكتاب وصحفيين غربيين مرموقين خاصة مايتعلق منها بطرفي العلاقات فرنسا والولايات المتحدة الأساسيان وكذلك حلبات الصراع كالاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي وما يرتبط بهما من تجارة دولية واستقطاب أماكن النفوذ.
من خلال هذا الكتاب يتبين أن الكتور حسن مصدق متمكن جدا من الأصول والمراجع التي اعتمد عليها، اضافة الى بروز شخصيته كباحث في كثير من المواضيع وذلك بكتابته .
-يرجع اسباب الصراع الذي تخوضه فرنسا ضد الولايات المتحدة الى عدة اسباب وعوامل وعناصر تضافرت خيوطها وتشابكت عناصرها لتصبح كرة ثلجية صلبة من الصعب تذويبها.
- مع ذلك رغبتهما اي فرنسا والولايات المتحدة في تطويق.هذا الصراع والحد من آثاره وانعكاساته كانت دائما اقوى بكثير.
- يورد دراسة أو مقالا لصحيفة ليكونوميست حول الهوة المتزايدة بين ضفتي المحيط الأطلسي. في الوقت الذي تزداد فيه الولايات المتحدة عنفوانا وشبابا واندفاعا تشيخ اوروبا وتقل حركتها ألم توصف من طرف رامسفيلد كاتب الدولة الأمريكي الأسبق بوصفه لأوروبا بالقارة العجوز نكاية بها وبالتأكيد على التباين الدمغرافي بينهما.
- هناك تباين دائم وراسخ بين الضفتين فيما يتعلق بمرجعيات خطاباتهما فجل الدساتير الأوروبية تخلو من الاشارة للدين وعلى العكس نجد الولايات المتحدة لايخلو خطاب رؤسائها من الاشارة للدين والمسيحية بالخصوص فكثيرا ماسمعنا عن انتصار الأمريكيين في العراق بأنه هبة الاهية.
- فيما يتعلق بصراعهما أتنافسهما في مساعدة القارة السمراء أثارمسألة المديونية وثقلها على الفقراء في افريقيا ،زيادة على وضع قيد في يد كل من يحاول أن يمتطي قطار التنمية، فأوروبا نادرا ما يصدر عنها اعفاء ومسح للديون لأكثر الدول فقرا بينما الولايات المتحدة تسير في نفس النهج ولكن باحتيال.
- ان اسلوب كل منهما مغايرومختلف ففي الوقت الذي تطالب فيه الولايات المتحدة اصدقاءها في العالم العربي والاسلامي بتغيير المناهج التعليمية والديمقراطية.....الخ نرى اوروبا تنهج منهجا آخركالشراكة والوضع المتميز.
- اورد الكاتب العديد من اسماء الباحثين والمعلقين كغريق تايلمان وبارتون جلمان وهما من قلب مراكز بحث دبابات تفكير عن الجانب الأمريكي ودوبوا سغرولي عن الجانب الفرنسي وبالضبط من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية
- كذلك لم يغب عنه ايراد ما يطلق عليه الدردشة السياية الشهيرة في الولايات المتحدة مثل البرنامج التلفزي ميت ذي بريس في قناة ابيسي.
- وهناك اشارة بالغة الأهمية هو سعي الولايات المتحدة ودأبها الحثيث في تمويل مشترك من الاوروبيين لاحداث تلفزات واذاعات فضائية لكن الأوربيين كانوا دائما يرفضون لأنهم يعتبرون اقامة مثل هذه المؤسسات يعد بمثابة دعاية مباشرة للأمريكيين وهم يفضلون عوض عنها الاصلاح المتدرج
- يلاحظ الكاتب أن المجلة الشهيرة فورين افيرس ذات المصداقية العالمية في تحليل السياسة الدولية التي تصدر عن مجلس العلاقات الدولية بنيويورك...فما عسى هذه المجلة أن تقدمه في الوقت الذي تطبع فيه السياسة الألمريكية بالغموض وتوسم بالطلاسيم كرئيس ديمقراطي وكونغريس جمهوري وكونغريس ديمقراطي....
- مالفت الانتباه ايضا هو سرد الكاتب لسلسلة من مراكز البحوث الأمريكية والتي يعتبرها الكاتب الممون  الذهني لصانعي القرار في الولايات المتحدة الحكاية الطريفة التي التي اوردها عن اقامة مركز بحث امريكي فرعا له في موسكو غداة انهيار جدار برلين وقيام الفرع بشراء وثائق بثمن زهيد من احدى مراكز البحث في موسكو...وكانت هذه الوثائق بمثابة كنز ثمين فجلها كان حول التركيبات الاثنية والطبائع والسلوكات لمركبات الشعوب في الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفياتي.
  • اهم موضوعات الكتاب :

ان المتمعن في كتاب أبعاد الصراع الفرنسي الأمريكي حول المغرب والشرق الأوسط وافريقيا يجد أنه يشمل المواضيع التالية :.
الموضوع الأول عبارة عن تمهيد لتاريخ الصراع بينهما مع بيان شامل لأهم المحطات والعلامات والتواريخ.
الموضوع الثاني في بيان طبيعة الصراع السياسي والعسكري والثقافي بكل تفاصيله.
الموضوع الثالث في ذكر آثار ونتائج الصراع في تقليص أو توسيع المكاسب لكل منهما.
1-الموضوع الأول
ويشمل المقدمة والفصل الأول وكلاهما تتحدث عن تاريخ العلاقات الفرنسية الأمريكية والشد والجذب
الذي يطبعهما.أما المقدمة فهي عبارة عن مدخل لفهم طبيعة هذه العلاقات التي كانت تشكل استثناء في تاريخ العلاقات الدولية فالبلدان لم يتحاربا قط تاريخيالكنهما الآن اصبحا على طرفي نقيض ففرنسا لم تعد تفهم ما تقوم به الولايات المتحدة حول العالم وأمريكا تعتبر فرنسا ناكرة للجميل وموصومة بالخيانة
أما الفصل الأول فجاء كجرد لأهم المحطات في بيان عناصر استقلالية الاتحاد الأوروبي عن المظلة الأمريكية بداية من الجنرال ديغول وانتهاء وليس نهاية بالعراق الذي يعد في نظر الكاتب الشعرة التي قصمت ظهر الوفاق بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.
ب- الموضوع الثاني
ويبدأ طبعا بالمقدمة اذ يشمل عدةفصول وفقرات ومباحث ويمثل الموضوع الأساس في الكتاب ويتناول مايخص الشد والجذب في علاقات الدولتين فرنسا والولايات المتحدة موضحا أن عرف التضامن المطلق بين الغربيين اصبح محل مراجعة ، ففرنسا لم تعد ذلك الضمير الثقافي الانساني في عالم خشن ومتوحش بل بدأت الولايات المتحدة بل تنظر اليها من ليس معنا فهو ضدنا كما يحلو لثعلب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر ورامسفيلد أن يردداه.
 وقد تحدث الكتور حسن مصدق عن تاريخ هذا الصراع فبدأ بأفول نجم الامبراطورية الاستعمارية القديمة كفرنسا وبريطانيا..فالفراغ ملأته الولايات المتحدة بالنظام الدولي الجديد،وميزانية عسكرية ضخمة وقواعد عسكرية راسية وعائمة..ورءاستها للحلف الأطلسي ومتحكمة فيه داعمة كل هذا بثقافة أمريكية كالسينما والأنترنيت وماكدونالد..الخ.ففي أوروبا وبعد انهيار جدار برلين والاتحاد السوفياتي بدأت الخلافات تدب حول تدبير الأمور في الحروب التي اندلعت في البلقان فلكل منها كان لها رأي مخالف..ثم الدول الشرقية التي هرعت للانضمام للحلف الأطلسي كانت غالبا ما تساند الولايات المتحدة في مفهومها للأمن الأوروبي وعلى صعيد افريقيا فالكل يعلم أن لفرنسا كانت لها فيها مستعمرات وأن سقوط معظم دول القارة السمراء بعد الاستقلال فيما يطلق عليه الفوضى العارمة جعل من بقاء النفوذ الفرنسي كقواعد عسكرية وصياغة أنظمة على مقاسها لم يعد ممكنا..فدخول الصين كقوة جديدة وشركات أمريكية باسم صيني..جعل من الوجود الفرنسي أمرا هشا ان لم يكن منعدما باستثناءفقط هنا وهناك حتى الوجود الثقافي اضحى مهددا فمن كان يصدق أن مستعمرة فرنسية كساحل العاج اضحت في الأيام الأخيرة تتحدث الانجليزية.
ثم انتقل للحديث عن الشرق والعالم العربي والاسلامي فأمريكا نزلت بثقلها وتعتبر أكبرفاعل اقتصادي في المنطقة لا على صعيد بيع الأسلحة ولا على صعيد بيع الأسلحة ولا على صعيد أكبر زبون لشراء النفط ولا على صعيد أكبر شريك للسلام في الشرق الأوسط..ناهيك عن قيادة حرب لغزو العراق وأفغانستان كما تناول الكاتب ايضا الكلام عن مراكز ومعاهد البحوث الأمريكية والفرنسية ، ففرنسا القوة المهيمنة في الاتحاد الأوروبي لها مؤسسات  بحثية تعينها في سن سياسات تحتاجها على الصعيد الدولي مثل معهد العلاقات الدولية الفرنسي ، وكذلك بعض اللجان الملحقة والمتفرعة عن الاتحاد الأوروبي نفسه.
 أما في الولايات المتحدة فيصل عدد المنابر والمراكز الى أربعة آلاف وان كان ليس هينا التمييز بينها وبين جماعات الضغط اللوبيات فانه يمكن القول أنها تساهم في رسم السياسات واعداد الاستراتيجيات التي يحتاجها صانعو القرار في البلاد.
ج- الموضوع الثالث
في تقليص أ وتوسيع المكاسب لكل منهما لعل أهمها خلق منطقة الأورو ولا حظنا كيف بعض الدول أثناء تقلب أسعار النفط والتي كانت تجدول بثمن الدولار لما بدأ يتقلب الأخير في ارتفاع نادر وانخفاض مستمر لجأت كثير من الدول منها ايران على تسعير برميلها بالأورو.
واذا كانت الولايات المتحدة قد حققت نقاطا عديدة على الاتحاد الأوروبي عامة وفرنسا خاصة في أوروبا وافريقيا والعالم العربي والاسلامي لإانها لم تحقق نفس النقاط في جنوب شرق اسيا أمام تزايد قوة الصين فالبلدان النمور الأسيوية ومن خلال منظمات عديدة كالأسيان والأبيك..الخ بدأت ترتجف وهي تنظر بعين الريبة والحسرة أمام انكماشها وتقلص المظلة الأمريكية أمام صعود تنين عملاق ألا وهو الصين ..صحيح أن الولايات المتجدة بدأت تعيد حساباتها بضخ خبرتها وآلتها وشركاتها في الهند ..علها تلجم الاندفاع الصيني بخلق منافس جديد ألا وهو الهند. 

محمد الزيدي صحافي ومؤلف رواية:القرش الأحمر*

تعليقات

المشاركات الشائعة