Making the king mohammed 6 / القسم سياسات

This article is sponsored by:طنخرينا نيوز TANJERINA NEWS

صناعة ملك :محمد السادس

بقلم : محمد الزيدي*

صادفت منذ سنوات خلت-بحكم الأقدار- وكنت اشتغل في مدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية وصيات جلالة الملك بخط مكتوب بيده وكان وقتها وليا للعهد والحالة هذه أن أناسا ذوي الحاجة كانوا يتقدمون منه التماسا لطلب شغل او وظيفة أو رخصة نقل :التفاتة مولوية   – وكان حفظه الله يحن لحالهم ويوصي لهم لدى المسؤولين بالعناية...وليس في هذا امرا جديدا اذ لايمكن في عرف التقاليد المغربية الاسلامية أن ينهر الملك رعاياه فهوينصت لهم ويرق عطفا لحالهم في حدود الممكن والقانون.

لكن ما هوجديد على الأقل بالنسبة لي هو الخط المكتوب بيده الشريف الخط مغربي مائة في المائة اندلسي افريقي اصيل من نوع الخط المكتوب في المصحف الحسني الشهير ويراعى فيه الدقة الى درجة التشابه الالمتطابق من الألف الى الياء والعجب والدهشة تاخذك من حيث اتقان الملك لذلك الخط...طالما انه يتبادر الى ذهننا جميعا ان الملك مغرق في الحداثة وكل الوسائل العصرية رهن اشارته من حواسيب وكميوتورات وخطاطين وآلات رقن اكثر من هاذا كتبة بأقلامهم يطوعون اي خط يريده باشارة واحدة من اصبعه...لا ليس هذا هو المكتشف ان الملك يكتب بنفسه ذلك الخط وعلى استعجال نظرا لكثرة مهامه ولا يشير على احد حتى لايفشى سره وحسب المتتبعين فان الملك تلقى هذا الخط على يد شيخ القراء المغاربة المرحوم الحاج عبد الرحمان بن موسى والحالة هذه ان هناك تقاليد داخل البلاط الملكيكك المغربي لايحيد عنها حائد...فسبق لي ان اراني احد الأصدقاء ظهيرا بخط الامبراطور مولاي اسماعيل العلوي ويشبه الخط الاسماعيلي الخط المحمدي كما ان الأسلوب المخزني الملكي الاسلامي هو هو...اذ فيه من الهيبة والقوة والتوقير والجلال ما يجعله منفردا متفردا اسلوب وخط خاص بالملوك.

كما أني لاحظت ان الملك لايكتب في أي ورق أوكاغيذ بل قرطاس خاص له من الصفات بيوضة قوية الى معتدلة لا تتأثر بتوالي السنين والقرون ولا تنال منها القوارض وكأنها مخصصة لتحفظ طالما بقي المغرب ليطلع عليها من سيأتي من الأجيال سواء لأخذ العبرأومعرفة السياسة التي كانت تدار بها الأمور وهذا مايحتم ان يكون المداد والحبر ايضا الذي تكتب به من نوع خاص  لايزور ولايمحى ولا ينال منه اى فيروس.

ان دهشتي جاءت من انطباع ليس خاصا بي وحدي بل عند اغلب الناس ان ملكا يتحدث أربع لغات عالمية بطلاقة ومعروف عنه اجادة الحاسوب كما ان تخرجه من جامعة شهيرة بفرنسا كدكتور في الاقتصاد والقانون وتلقيه تدريبا معمقا في قلب الاتحاد الأوربي ببروكسيل ليس مألوفا ان يكتب بالعربية فبالأحرى بخط مغربي اندلسي عربي افريقي.

بالفعل ذلك ماكان حاصلا عندي لكني لما اطلعت اختفت دهشتي نهائيا المغرب من الدول القليلة في افريقيا وفي العالم الاسلامي ولم لا في العالم اجمع التي يتم فيها صناعة ملك طبعا هذا ليس  امرا عاديا انه عمل اساسي في صناعة استقرار الدول .
محمد الزيدي صحافي وكاتب :رواية القرش الأحمر*