يئست من طلب بطاقة الصحافة

 


الرباط 2ماي 2025

بقلم :محمد الزيدي

كانت سيارة الأجرة "شتيكوطاكس" وليست "دجرايف" تجري بسرعة متهورة...قلت مع نفسي لعل سائقها يعاني من مضاعفات السكري كان قميئا ويبدو أنه لم تمر عليه وقت كاف لممارسة جنسية غير شرعية مع إحدى الزبونات التي لم تجد نقودا معها لأداء ثمن الكورسة أو أن صاحبنا كان يشاهد ويستمتع بالخرجات الأخيرة لبنكيران على مواقع التواصل الإجتماعي الذي وصف معارضيه بالحمير والميكروبات...كانت السيارة تمخر بنا الأزقة وتطوي الطريق طيا بعض النساء الحوامل كن يطلبن منه الوقوف لكنه كان يشير بسبابته بالرفض ولما نهرته عن تصرفاته تلك أوقف السيارة بقوة مرتجة محدثة ضجة ذكرتني ببعض الأفلام الأمريكية  ، فقال لي انزل العروبي وكمل على رجلك وحاولت ثنيه على موقفه هذا لكنه أبا وبدا لي صراحة كضبع هائج يريد التخلص من غريمه لمواقعة أنثى ضبع هزيلة وعظام أوراكها غائرة..كتمت غيظي كما يفعل الفاسيون بعد أن لعنته في قرارة نفسي وأعطيته صبعا تحت الجلباب كما يفعل اليهود..صراحة أنزلني وسرت خطوات هنيهات من الزمن كان هدفي هو المجلس الوطني للصحافة محاولا دون جدوى أخذ بطاقة الصحافة لكن القيمين عليها عندما استجديتهم بدوا غير مقتنعين...وعدت بخفي حنين ..لكن رجلا حكيما تبدو على ملامحه مقارعة النبيذ الأحمر الفاخر مع أطباق السمك المقلي والمعصر عليه حبات ليمون حامض قال لي وأنا أخرج من الباب بعد أن حييت رجل السيكوريتي قال لي ياولدي إن كنت صحفيا حقيقيا موهوبا فعليك التخلي عن بطاقة الصحافة فهي إن حصلت عليها لن تضيف لك شيئا وإن لم تحصل عليها فالأمر سيان وتبقى الصحافة ميدانا للجادين والمثابرين والمكافحين..وشكرته على استشارته وانصرفت عائدا كان المساء في هذه المدينة الملوثة جميلا فحركات السيارات تخف في هذه الساعة ويكون مجمل الموظفين قد عادوا لمنازلهم..والقليل منهم ينزوون في حانات متسخة حول الطاسة ولمة الروج..والبعض الآخر يذهبون إلى مقرات حزب العدالة والتنمية يناقشون ما خرج به كبيرهم ووصفه للقطيع بالحمير والميكروبات...والبعض منهم يهيئ الأعشاب المسخنة والمهيجة يتناول هو ملعقة ومن تصاحبه ملعقة بعسل الدغموس إن وجد...

محمد الزيدي  كاتب صحفي مغربي ومدير موقع:

Kalamoukoum.blogspot.com

تعليقات

المشاركات الشائعة