المغرب:إعلام بئيس يثير الشفقة

 الرباط:محمد الزيدي.

يظهر لي أن الساحة الإعلامية المغربية موسومة ومطبوعة بالفوضى،وتبدو أنها ترزح تحت غطاء تضارب الإتجاهات والملاسنات...تماما كما كان بالأمس يوم صرح أحد كبار الصحفيين المغاربة ورئيس نادي الصحافة بعاصمة المغرب الرباط بأن الصحافة"مهنة من لامهنة له".


المرحوم أحمد الزيدي في قراءة لنشرة الأخبار

كان ذلك في يوم من الأيام وقبل سنين خلت وأتذكر أن مناسبة حديثه أملته نقاشات واسعة شمل محترفي الإعلام والمتحلقون حوله سواء كانوا مؤهلين بمعنى خريجو معاهد تكوين الصحفيين أو ممارسين مدربين أو ألقت بهم الصدف وزجت بهم وبمصيرهم في البحار الهيجاء لمهنة المتاعب نعم أسميها بحار هيجاء لأنها حقا كانت مهنة بدون أفق وبالكاد لا تضمن حتى الحقوق الدنيا للعيش.

وبالرغم من وجود خيرة من رجال الصحافة والمهنيين الأفذاذ أمثال ذ.اليازغي وذ.العربي المساري وذ.مصطفى العلوي وذ امحمد البوكيلي وذ.علي يعة...إلا أن وجودهم سرعان مابدا يخبو نجمه نتيجة وضع رقبة الإعلام تحت وصاية اليد القوية لوزارة الداخلية أيام كانت حقيبتها في يد الراحل إدريس البصري.

العربي المساري نقيب الصحفيين المغاربة


وهذا ماتسبب في "جهنم السوداء"نتيجة ارتفاع التهجم والنقد على دواليب الدولة وتسييرها فكلنا يتذكر مجيئ المساري للإعلام حيث صرح بأنه "لابد من تغيير العقليات"مما أدى باصطدامه مع الوالي اطريشة الذي كان يتولى المدير العام للإذاعة والتلفزيون واعتبر تصريح المساري أنه لا ينساق مع المهام المنوطة به.

وفي الأخير اضطرت الدولة أو القائمون على الشأن الإعلامي بها أن يخرجون عن دور المتفرج مما حدا بهم إلى إخراح قانون صحافة جديد وإبعاد كل وصاية للرسميين عليها في إسناد جميع المهام للمجلس الوطني للصحافة،مما اعتبره البعض أنه ريع آخر للدولة لأنه حافظ على أعضاء بين المنزلتين موالاتهم للدولة وبالتالي مكلفبن بمهمة إقصاء شريحة واسعة من الصحفيين الأكفاء من الجسم الصحفي تحت ذرائع عديدة...والنتائج تعرفونها الآن أصبح من هب ودب له قناة تلفزية. . وكاتب مقالة..بل أصبح الإعلام يدر عليه مبالغة مهمة وأصبحنا نعيش فوضى حقيقية حار فيها القضاء والأمن وأصيبت العديد من المقاولات الإعلامية بالبوار وتحت الإفلاس.

تعليقات

المشاركات الشائعة